استمعتُ إلى لقاء مع سعادة اللواء صالح الجابري، مدير شرطة منطقة مكة المكرمة، تحدَّث فيه عن الجريمة، وما تم ضبطه في عشوائيات جدة بعد إزالتها، والحقيقة كان الحديث شفافاً وواضحاً وبالأرقام، حيث أوضح اللواء مقدار المضبوطات من أموالٍ ومخدرات ومجهولي الهوية ومتخلِّفين جعلوا من العشوائيات وكراً لهم لنشر الجريمة، وإفساد المجتمع، ولاشك أن رجال الأمن بكافة القطاعات من أمنٍ عام ومكافحة وجوازات لم يُقصِّروا أبداً، ولكن مثل هذه العشوائيات كانت تُشكِّل عائقاً لهم أمام أداء بعض المهام. الآن بعد أن صدرت الأوامر من القيادة الرشيدة بإزالة عشوائيات جدة ومكة لتنظيم وتطوير المشاريع العملاقة، وأيضاً للقضاء على الجريمة ومسبباتها، نتمنَّى أن تشمل باقي مناطق المملكة، فالعشوائيات لا تُشكِّل نسبة كبيرة، وخاصة بالمدينة المنورة، واعتماد إزالة الأحياء العشوائية؛ خاصةً التي أصبحت مأوى للعمالة السائبة، في غاية الأهمية.
ولا شك أن جهود الإمارة وهيئة تطوير المدينة واضحة في هذا الإطار، حيث بدأ العمل في تطوير منطقة السيح والحرة الغربية، القريبة جداً من الحرم النبوي، ولا تبعد سوى مسافة قصيرة عنه، حيث يتم إزالتها وتنظيمها وتخطيطها كمنطقة مساندة للمركزية حول الحرم، وستُجنَى قيمة التعويضات مستقبلاً من موارد البيع في المنطقة بعد تخطيطها، لأنها الأقرب للحرم، ولاشك أن قيمتها العقارية عالية.
* خاتمة:
مَن يعرف اللواء صالح الجابري؛ عندما كان بالبحث الجنائي بالمدينة المنورة، ثم مساعداً لمدير شرطة منطقة المدينة، ثم مديراً لشرطة الحدود الشمالية وإنجازاته الأمنية؛ يثق بنجاحاته بمنطقة مكة المكرمة، ونجاحه -بإذن الله- في القضاء على الجريمة بها. والثقة لا تأتي من فراغ، فالجابري ذو حس أمني، ناجح بكل مهامه، وثقة ولاة الأمر فيه لم تأتِ من فراغ.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
