Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

منتخب الشياهين!!

A A
لم يفعله أيّ لاعب كرة قدم سعودي لصالح منتخبنا، سواءً من المحترفين الذين يتقاضون وابلاً من الملايين في الحاضر، أو من الهُواة في زمننا الماضي الجميل، لكن فعلته لاعبة سعودية صغيرة السنّ لم يكن يُسمح لها وللمرأة السعودية في العموم بلعب كرة القدم حتّى زمنٍ قريب، وهو تسجيل هدف بكعب القدم في مرمى الخصم في مباراة دولية خارج الأراضي السعودية، وبشكل رائع وعلى طريقة البرازيلي بيليه أو الأرجنتيني مارادونا أو الهولندي يوهان كرويف.

واللاعبة المقصودة هي «البندري مبارك» لاعبة منتخبنا للسيّدات، وسجّلته في مرمى منتخب المالديف، وسجّلت قبله في منتخب سيشيلز لكن بتسديدة وليس بالكعب، وكلا الهدفين اغترف من جُعبة المهارة الشيء الكثير. والهدف «الكعّابي» لم يكن سهلاً كما يتخيّل البعض، بل كان في غاية الصعوبة، لأنّ الكرة كانت تتحرّك في الهواء بين غابة من السيقان، ولا تتدحرج على الأرض، ويصعب على اللاعب الرجل التعامل معها، لكنّ البندري وزميلاتها الرائعات قد أثبتن أنّ المرأة السعودية لديها مواهب رياضية كامنة ودفينة، وحان لها أن تنطلق من قُمْقُمِها، وينبغي أن تُحترم وتُطوّر وتُصقل لتغزو بها العالم.

وبيني وبينكم كنت أخشى وقوع هزائم ثقيلة على منتخبنا للسيّدات وهو في بداية رحلة الألف ميل، وتُحطِّم معنويات اللاعبات، لكنّهنّ كُنّ جميعاً حاضرات الذهن وعلى مستوى المسؤولية، وإن كان البعض يُطْلِقُ على منتخبنا للرجال لقب «الصقور» فإنّي أُطلِقُ على منتخبنا للسيّدات لقب «الشياهين» من «الشيهانة» وهي أنثى الشيهان الذي هو الصقر، والشيهانة السعودية تمتاز بالخفّة والشجاعة وسرعة الانقضاض والثقة بالنفس فضلاً عن الجمال العربي الفائق.

لكن وما أدراكم ما لكن؟ لقد لعب منتخبنا للسيّدات ضدّ منتخبين متواضعيْن في عالم كرة القدم النسائية، وهناك من المنتخبات النسائية ما يدنو من مستوى منتخبات الرجال، وكي يقارعها منتخبنا فعلينا بذل المزيد من الجهد لتطوير اللعبة وتنظيم دوري محترفات محلي والاحتكاك الدولي الدائم، وعندها أتمنّى أن يعوّضنا منتخبنا للسيّدات عن الكثير من إخفاقات منتخبات الرجال الأعزّاء!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store