المهم، تلقيتُ اتصالاً من ذلك الصديق من يومين يسأل عني، وعندما أخبرته أنني في مدينة لندن لمدة قد تطول لأسبوعين، أصر أن يأتي لزيارتي والاطمئنان والسلام عليّ، خاصةً وأنه في ملتقى عن وظائف المستقبل يُقام في كلية امبريال بلندن.. وعلى الرغم من مروري بوعكة صحية، إلا أنني احتراماً لهذه الشخصية، دعوته على الإفطار في مقهى النخبة (ولسيلي) الكائن في شارع البكاديلي، المقهى الذي افتتح منذ العصر الفيكتوري في القرن الثامن عشر الميلادي.. كانت مناسبة جداً جميلة مع هذا الأستاذ المتمكن في مجال الذكاء الاصطناعي.
وعن وظائف المستقبل ذكر أن الجامعات قد بدأت بالفعل في تكييف مناهجها ومخرجاتها؛ لتتماشى مع الانفجار المعرفي الذي قضى على ما نسبته 50% من الوظائف، وقد تصل النسبة إلى 75% على الأقل بنهاية 2030م -والكلام لكريس برايس-..
وعند سؤاله عن الوظائف الآمنة، ذكر أنها غالباً تلك التي تحتاج إلى مهارات.. بعدها غادر الصديق، وكان - كما عهدته من أكثر من ثلاثة عقود - غاية في لطف التعامل والتواضع، على الرغم مما يحمله من مادة علمية غزيرة، على أمل اللقاء مرة أخرى.