لغة الاعتدال والوسطية والتمسك بالدين القويم بعيدًا عن التطرف والتعصب للرأي الواحد كان دومًا مرافقًا لكلمات سمو ولي العهد في كل لقاءاته وأحاديثه التي بهرت العالم.. إنه عهد جديد يؤمن بثقافة الاختلاف والتباين في الآراء والأفكار ولكن الأصل ثابت وشامخ شموخ الجبال وليس من حق أحد أن يدعي العصمة في رأيه ولا أن ينطق باسم رب العالمين فكتاب الله الكريم محفوظ إلى قيام الساعة وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام باقية بيننا تدعو للسلم والعدل والتسامح والحب والطيبة ونبذ الكراهية والحقد والحسد وتحذر من العداوة والبغضاء.. هذا الدين يدعو للسلام وهنا وطن ينشر السلام.
اللغة التي يتحدث بها سمو ولي العهد في كل لقاء مع الصحف العالمية تعطي رسالة قوية للداخل والخارج أننا الآن مقبلون على مرحلة مختلفة تمامًا عن الماضي، المنجزات أمامنا وبلغة الأرقام والمحاسبية عالية جدًا ولا مجاملات ولا تولية الأمور لمن لا يكون على قدر التحدي وتقدير المرحلة ومعرفة متطلبات الرؤية التي تسابق الزمن ولا هوادة في محاسبة المقصرين ومكافحة الفساد، كل الأمور تسير بدقة عالية وبمهنية عالية الجودة وبلغة العصر الرقمية، والاستثمار الحقيقي هو في الشباب وقدراتهم وما يمتلكون من أدوات العلم والمعرفة من أجل الوطن الذي يريد من أبنائه وبناته العمل المستمر بأعلى معدلات الجودة والتميز المؤسسي الذي لا يتحكم فيه عقلية شخص واحد، المؤسسة الوطنية كيان كبير يضم قدرات فائقة وخبرات متنوعة وإن غاب أحد من هذه المنظومة الوطنية العملاقة هناك حتمًا البديل الجاهز ليكمل المشوار، نحن كلنا نعي بأن المحبطين والمنهزمين ومن يعيش في عقلية الماضي ما زالوا موجودين لكنهم لن يكونوا مؤثرين وقائد هذه الرؤية يتحدث بلغة التفاؤل التي تميز عقلية القائد الناجح دومًا، هو من يلهم ومن يعمل معه يستمد من طاقته وإقباله وإقدامه نحو العلياء.
توقفت عند تعليق إحدى القنوات على اللقاء قائلاً: المحاور كان أمريكيًا وليس عربيًا والأسئلة لم تكن عادية ولا تقليدية وكانت إجابات ولي العهد تتسم بالشفافية والوضوح مع لغة جسد قوية ومعبرة عن معاني القوة.. نعم اللقاء لم يكن فيه أي محاباة ولا مجاملات، كان لقاء تاريخيًا بمعنى الكلمة نال حظه من الاهتمام العالمي وتحليل كل خبراء السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية التي يعيشها السعوديون اليوم في ظل رؤية تؤمن بالتنوع والاختلاف والتطور على مدار الساعة، نحن كل يوم على موعد مع سمو ولي العهد ومشروع جديد يحقق مبادرات الرؤية بمخططات متقنة وبمؤشرات أداء عالية جدًا تدعو للفخر ولنردد معاً هنا السعودية العظمى والحضارة الإنسانية المتميزة على مر التاريخ.