ولدار الإفتاء المصرية رأي حول هذه العبارة إذ تقول: هذا النص من الأمثال الشعبية التي جرت عادة الناس على أن يقولوها.
هذا المثل يجب ألا يوقفنا عن فعل الخيرات، وإذا كان مثلاً بعض اللئام أساءوا فإن الكثير من الكرام أحسنوا، فقد قال الإمام علي بن أبي طالب: (الكريم يلين إذا استعطف، واللئيم يقسو إذا ألطف).
ويقول أبو عمرو بن العلاء وهو يخاطب أصحابه: (كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا رحمته، ومن الفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك).
كما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله: (حينما قالوا: اتق شر من أحسنت إليه، شرحوا ذلك بأن اتقاء شر ذلك الإنسان بألا تذكره بالإحسان، وإياك أن تذكره بالإحسان، لأن ذلك يولد عنده حقداً).
وقيل إن ابن أبي عوف يقول: (أنا منذ عشرين سنة كلما قَدِمتُ بَغْلَتِي لأركبها أقول: اللهم اكفني شر من أحسنتُ إليه).!
حسناً ؛ ماذا بقي:
بقي القول: إنني يا قوم؛ تفاعلت مع النصوص الماضية، ولكنني خرجتُ بنظرية عرفجية سأقولها، ولكم الخيار في تطبيقها أو تجاهلها وهي:
«إنني عندما أقدم أي إحسان سواء كان للإنسان أو للحيوان، فإنني لا أنتظر رداً منه، بل أحتسبُ الأجر عند الله، معتمداً على قوله -جل وعز- «إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلَا شُكُورًا».
إن الذين ينتظرون رد الإحسان من الناس سيطول انتظارهم، لأن القليل منهم يرد والأكثر صامت أو يحاول الإساءة، لذا دعونا نحتسب الأجر ونطعم الناس ونحسن إليهم لوجه الله أولاً وثانياً وثالثاً.