Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الهجرة إلى المدينة «المُدوّرة»!!

A A
آخرُ ما تفتّقت عنه العبقرية الضالّة لأصحاب المُعتقدات المنحرفة في العراق وإيران؛ هو الزعْم المجنون والمُضْحِك بأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يُهاجِر من مكّة المكرّمة إلى المدينة المُنوّرة، بل هاجر إلى كربلاء، أو المدينة المُدوّرة، كما صاروا يُطلِقُون عليها مؤخراً، تقريباً شيطانياً لاسمها من اسم المدينة المُنوّرة، باستبدال حرف «ن» في «المُنوّرة» بحرف «د»، وغسيلاً لأمخاخ أتباعهم الجهلة، فينسون مع الزمن المُهاجَر الحقيقي للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وتترسّخ في أذهانهم المُهاجَر المُزيّف، مثلما نسى الكثيرُ منهم فريضة الحجّ إلى بيت الله العتيق، واستبدلوه بالحجّ إلى قُمْ الإيرانية والأضرحة والحوزات، وهذا هو الضلال المُبين!.

وفي الحقيقة، وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق، وتسليمه على طبق من ذهب لإيران، تجرّأ أصحاب هذه المعتقدات وأظهروا ما تُخفي صدورهم، وصاروا أسوأ من الخوارج، ومزجوا أهدافهم السياسية بالخرافات المنسوبة للدين، وشوّهوا التاريخ والجغرافيا، وصرنا نسمع كلّ يوم بمحاولات جادّة لسحب البساط المُقدّس من مكّة المكرّمة حيث بدأ هبوط الوحي برسالة الإسلام الخالدة، ومن المدينة المُنوّرة حيث انطلقت منها قوافل الفتوحات والدعوة إلى الدين الحقّ!.

وكلّما انطلق صوتٌ إسلامي معتدل يُنادي للتعايش والحوار مع أصحاب هذه المعتقدات، يزداد القوم إصراراً على ابتكار وضخّ المزيد من ضلالهم بغرض فرضه على المجتمعات المسلمة، وظهرت أجيالٌ جديدة -في الدول العربية التي تتبع إيران- تؤمن بهذه المعتقدات بتطرّف أكبر ودون تفكّر، وهي تنخر في الداخل الإسلامي كما ينخر فيه المسيحيون اليمينيون والصهاينة من الخارج!.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّ عواقب الاحتلال الأمريكي للعراق وتسليمه لإيران خطيرة للغاية، وتثبت أنّ الاحتلال لم يكن صدفة، أو نتيجة تراكم صراعات سياسية ضدّ عراق صدّام حسين، بل هو خطط ممُنهجة لإضعاف الإسلام النقيّ؛ الذي يزداد معتنقوه في أوروبْا وأمريكا، ويسعى اليمينيون المسيحيون والصهاينة لمحاربته في عُمْق الدول العربية، بتقسيم المُقسّم وتفتيت المُفتّت، بعد أن فشلوا في محاربته في صميم وقلوب ديارهم وعواصمهم!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store