* وهنا عزيزي القارئ سأضعك أمام ثلاثة نماذج وجدت في مواقفهم ما يستحق التوقف، وهو توقف يجعل المتأمل في تلك الدروس يعيش حالة من هجوم (التساؤلات)، وكيف أنك مهما كنت، ومهما بلغت في مشوار دروس الحياة، فإنك لا تملك إلا أن تقف موقف المتأمل في ماهية تلك الأرضية التي انطلق منها هؤلاء البسطاء حتى جاءت منهم تلك الدروس، التي ربما لم يسبقهم إليها من هو أوسع منهم علمًا، ومعرفةً، ومالاً، ومكانة اجتماعية.
* وفي الموقف الثاني، وفي ذات البرنامج تقف تلك المرأة بكل وقار تجاعيد السنين، شامخة بكل شموخ (الحكمة)؛ لتقول –رغم أميتها- من الكلام ما استمطر دموع المذيع، ومن عاش روح الموقف من المتابعين؛ لتختم بعد أن قدم لها الجائزة بدرس حياة فااااائق السمو، والتأثير: «شوف حد محتاج أكثر مني، فالمحتاجين كثير»، تقول ذلك وحالها على الرصيف تتكئ على كيس تجمع فيه ما يعود عليها بالكفاف، ويسد منها رمق العيش.
* وفي عبارة تُكتب بماء الذهب، يبادر ذلك العامل البسيط سائله عن كيف حاله؟ فتأتي إجابته: (في زِحام من النعم)؛ ليسجل بها سبقًا، وليكتب بها على جبين قسوة الحياة أنها لا شيء أمام بلوغ النفس البشرية لمرحلة الرضا، التي يُستطاب معها شظف العيش، ولهيب سموم الحياة.
* ثلاثة دروس في ثلاث كلمات: (حلال، محتاج غيري، زحام) أعد فيها عزيزي القارئ التأمل، وانظر من شرفة كل كلمة إلى حيث الحياة، وبماذا يمكن لك أن تخرج به من قرار بعد كل هذا الفيض من سمو دروس (البسطاء)، وتذكر أن الحياة تحمل إليك (بتلقائية) دروساً وعبراً، ولكن التغيير تبعاً لذلك (قرارك).. وعلمي وسلامتكم.