Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

جيل (كورونا)!!

A A
قضت جائحة كورونا على الكثير من العادات والتقاليد التي ظلت قائمة لعقود، فطريقة التعلم والاقتصاد، ونواحي الحياة المختلفة، وحتى العبادات، لم تعد تؤدَّى بنفس الطريقة التي تعودنا عليها قبل الجائحة.. ونشأ في ظل هذه الجائحة جيل جديد على طريقة تختلف تماماً عن تلك التي تربى عليها أجيال ما قبل الجائحة.

ففي ضوء تحول التعليم أثناء الجائحة من المباشر إلى عن بعد؛ والتأثير المحتمل لهذا التحول، سوف يدخل «جيل كورونا» أسواق العمل في المستقبل القريب، بعد حصول كافة أفراده على نفس الأساليب التعليمية في حقبة الوباء.. في تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)؛ ذُكِرَ أنه في مارس 2020م، أغلقت 192 دولة حول العالم المدارس والجامعات بسبب الوباء، أثر ذلك سلبًا على 91٪ من عدد المتعلمين في العالم، مع عدم عودة ما يقدر بنحو 1.5 مليار طالب وطالبة، و60 مليون معلم للتدريس في الفصول العادية.. وعلى الرغم من أن الأوضاع السلبية الناجمة عن انتشار الفيروس قد أثرت على الجميع، إلا أنها كانت أكثر تأثيراً على الجيل الذي ولد في الفترة (1992م - 2012م)، والذي يُعرف أفراده بأنهم يمثلون الموجة الأولى من جيل (الثورة المعرفية) أو (الذكاء الاصطناعي)، وهم الجيل الأكثر ذكاءً من الأجيال السابقة.

ومع استمرار الجائحة في تعزيز ممارسات التعليم عن بعد في العالم، فمن المرجح أن يدفع هذا الوضع أفراد هذا الجيل (جيل كورونا) إلى إعادة النظر في خططهم بشأن ما يجب فعله بعد إكمال دراستهم.. ومن المرجح أن يكون هذا الجيل في وضع أفضل بكثير يُؤهِّله للتعامل مع الوضع الجديد، مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا.

ومن الدراسات التي قامت بها مراكز الأبحاث، وُجِدَ أن الأشخاص الذين نشأوا وترعرعوا في الأوقات الصعبة، مثل وقت انتشار وباء الطاعون الأسود، والكوليرا، والانفلونزا الإسبانية، والانهيار الاقتصادي الكبير الذي حدث سنة 1929م، بدوا أكثر مرونة طوال حياتهم.. وقد أظهر (جيل كورونا) الحالي، بقدرته الرائعة على قبول وتبني طريقة التعليم عن بُعد، مستوى كبيراً من المرونة، وأثبت قدرته أيضاً على التكيُّف السريع مع التغييرات الرئيسة في وقت قصير وبشكل ملحوظ.

وبغض النظر عن كل ما حدث، فقد غيّرت الجائحة بالفعل الكثير من وظائفنا بشكل عميق وثابت وملحوظ، وغيرت أيضًا ما يترتب عليها من واجبات والتزامات.. وسيتعين على (جيل كورونا) - خاصة - مواجهة هذا الواقع الجديد، واغتنام الفرص عبر الاستفادة من خبراتهم ومصدر قوتهم في (المعرفة) و(التقنيات الرقمية).


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store