وهنا استطرد الأمير بالإجابة وقال: «إن القراءة زاد يومي يغذي الإنسان، والعلوم تتغير، وحتى نجاري هذا التغير يجب أن نقرأ، لأن معلومات الأمس قد لا تفيدنا اليوم، ونحن الآن نحتاج معلومات اليوم، وفي الغد نحتاج المعلومات الجديدة».!
فقال: «إن هذا العذر غير مقبول إطلاقاً، لأن القراءة حاجة أساسية مثلها مثل الطعام والشراب، ولا يستغني عنها أي كائن حي».
ثم سألت الأمير عن طريقته في القراءة، فأوضح قائلاً: «إنه يقرأ المادة، ثم يضع على النقاط المهمة التى يقرأها، خطاً بالقلم الأخضر، حتى إذا انتهى من الكتاب جمع هذه النقاط في ورقة خاصة لكي تكون زبدة الكتاب».
حسناً ماذا بقي؟!!
بقي القول: يا قوم... إنني سعيد بوصول هذا اللقاء الذي لم يتجاوز التسع دقائق، للملايين، على ذمة الإحصائيات التي تقول بأن الحوار وصل إلى أكثر من خمسة ملايين شخص، وكل هؤلاء عرفوا أن القراءة حاجة أساسية وضرورية للإنسان، وأنه مهما كان مشغولاً فهذا لا يعفيه من معانقة فضيلة القراءة، لأنها تُحيي القلب وتنمي العقل والفكر وتصقل المهارات وتجددها وتجعل الشخص يأتي بكل جديد، ومن يريد كل ذلك عليه اللحاق بركب أهل القراءة، لذلك جاء في المثل الألماني: (لا ينمو الجسد إلا بالطعام والرياضة، ولا ينمو العقل إلا بالمطالعة والتفكير).! والأمير «الوليد» خير دليل على هذا فرغم انشغالاته وأعماله وشركاته ومؤسساته، التي تنتشر وتتمدد في الجهات الأربع، إلا أنه يجد كل يوم وقتاً لمعانقة السيدة الأنيقة التي تسمى «القراءة»، هذه السيدة هي طريق للمعرفة، والمعرفة هي النور الذي يضيئ للعقل طريقه ويطرد خفافيش الظلام ويفتح أبواب المستقبل أمام العلم ويطلق كل ينابيع الإبداع! وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نردد البيت الذي يردده الأمير الوليد دائماً حيث يقول:
العـلـم يرفــع بيــتاً لا عـمـــاد له
والجهل يهدم بيت العز والشرف!.