أذكر في نفس اللقاء كنت قد سألته عن أداء أعضاء هيئة التدريس، ذكر لي تجربة جامعة (هارفرد) الشهيرة في طريقة التدريس وأنا على دراية بهذه التجربة عند زيارة وفد من طلاب أم القرى للجامعة في البرنامج الصيفي الذي كان يقام لمجموعة من الطلاب المتميزين في الجامعة، التجربة التي تعطي عضو هيئة التدريس 30 دقيقة من المحاضرة أما الزمن الباقي 60 دقيقة من نصيب الطلاب وبذلك يكون لدى الطلاب مساحة كافية من الوقت لإبداء الملاحظات وتعلم التفكير الذاتي والنقد، وهو أحد متطلبات طلاب القرن الثاني والعشرين.. بعد الطلاب والأساتذة يجب الاهتمام بالبحث العلمي وأوعية النشر ذات الاستشهاد العالي، فلم تعد الأبحاث للترقية فقط وإنما لإيجاد أفكار إبداعية واستخراج براءات اختراع تسوق كمنتجات تجارية كما يجب دعم أودية التقنية في الجامعات.
أما المناهج فيجب أن تكون معتمدة اكاديمياً وتتماشى مع متطلبات عصر الانفجار المعرفي، فكثير من مناهج جامعاتنا لم تعد -للأسف- صالحة لطلاب هذه الأيام.. حتى المؤتمرات والفعاليات، يجب أن تبحث في موضوعات التفكير الذاتي والذكاء الاصطناعي والبيئة المحلية لكل جامعة.. ويمكن للجامعات أن تلعب دوراً محورياً في التطرق لهذه القضايا والتعامل معها.. وحسناً فعلت جامعة الملك فيصل بالأحساء -المنطقة التي تعتبر من سلال الغذاء في المملكة- بإقامة المؤتمر الدولي الأول للأمن الغذائي والاستدامة البيئية، هذا النوع من الجامعات اليوم والتي تبحث في البيئة تعرف بالجامعات الصديقة للبيئة أو الجامعات الخضراء.