Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

إن ذهبت لتخطب فلا تصطحب أباك!!

A A
قصّة واقعية جرت بين ظهرانيْنا، وتُتداول في مقطع فيديو عبر أثير الوتس آب، وتجعل كاتباً مثلي يتأمّل معناها ومغزاها، وعظة ما خلفها وما بين يديها، لعلّي أصل لمُحصّلة يُستفاد منها، فلا تُحْصَرُ فقط ضمن الروايات التي تُروى في جلْسات الوناسة والسمر.

تقول القصّة إنّ شاباً لم يتخرّج من الجامعة، قد أقنع أباه أن يخطب له فتاة حسناء، فاصطحبه أبوه للقاء أب الفتاة الذي رحّب بهما، ووافق لكن بشرط موافقة الفتاة، وعندما رأتهما الفتاة خِلْسة من وراء باب غرفة الضيوف وافقت على أن تتزوّج بالأب وليس ابنه الشاب، وكانت مُبرّراتها هي أنّ الشاب صغير السنّ، وليس لديه وظيفة أو مال، وقليل الخبرة في التعامل مع النساء، بينما أبوه عكس ذلك بالتمام والكمال!.

وانتهت القصّة بزواج الأب منها وتحسّر الابن، وكأنّها من قصص ألف ليلة وليلة التي تروي فيها السلطانة شهرزاد لزوجها السلطان شهريار الغريب من الأساطير كي تُسلّيه فلا يقتلها كما قتل من قبلها كلّ من تزوّجهنّ من النساء!.

وآتي لموقف الفتاة، وهل هو مُستغرب كما يبدو؟ أم فيه من الواقعية الشيء الكثير؟ أنا أميل للموقف الثاني، فالفتاة مارست ما يُسمّى «شراء الدماغ» كما يقول المرء عندما ينشد راحة البال، وهي تعرف أنّ خرّيج الجامعة قد يمكث «طويييلاً» قبل أن يتوظّف، ولو توظّف قد يكون راتبه متواضعاً، ولا يكفيهما حاجتهما معاً والمسكن الذي يأويهما، فما بالهما إذا أنجبت أطفالاً؟ وما بال الشاب لو لم يعثر على الوظيفة المناسبة وانعدم عنده المال؟ حتماً سيلجأ لأبيه الذي سوف يصرف عليه، فإذن، فالزواج من الأب هو الطريق الأقصر لراحة البال المادية، ولا أحد يُنكر أهمية هذه الأخيرة لحياة سعيدة، فضلاً عمّا اجتاح الكثير من الفتيات من تقليعة يمِلْنَ فيها لمن هم أكبر منهنّ سنّاً، ولا أعتقد أنّ هناك دراسات محلية قد غطّت هذه التقليعة لمعرفة أسبابها ومعالجتها خصوصاً مع كثرة المشاجرات الزوجية ونسب الطلاق المرتفعة بين الأزواج المتقاربين في السنّ!.

وحتّى موعد التعامل بالتي هي أحسن مع هذه التقليعة أكتفي بتوجيه النصيحة المذكورة في عنوان المقال للشباب، وأكرّرها هنا، وهي: «إن ذهبت لتخطب فلا تصطحب أباك»، ويا أمان الشباب حال تقدّمهم لخطبة الفتيات!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store