Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

هزيمة الغطرسة في جدّة!!

A A
«فيفا»، هو الاتحاد الدولي لكرة القدم، ويقبع مقرّه في دولة أوروبّية اسمها «سويسرا»، ويُدير من هناك بقبضة حديدية أعظم رياضة شهدتها البشرية على مدى التاريخ، ويرأس الفيفا في الغالب شخص أوروبّي، وكأنّ العالم ليس فيه أكفّاء إلّا الأوروبيين!.

والفيفا يُجامل أوروبا وكلّ من ينتمي إليها ولو من بعيد، ويعشقها رغم أنّها عجوز، فالعشق أعمى، والعاشق يرى معشوقته العجوز شابّة ولا يراها شمطاء، ولله في خلقه شؤون!.

حتّى إنّ الفيفا غيّر موعد إقامة كأس العالم ٢٠٢٢ في قطر من شهر يونيو الحار إلى شهر نوفمبر البارد؛ رضوخاً لرغبة المنتخبات الأوروبية، ولا أدري لماذا رضي الأخوة المنظمون في قطر هذا الرضوخ الكبير من الفيفا للأوربيين؟!.

كما جامل أستراليا من أجل خاطر سُكّانها غير الأصليين ممّن هاجروا إليها من أوروبّا، وبشرتهم بيضاء وشعرهم أشقر وعيونهم زرقاء، فأصدر فرماناً قراقوشياً منذ سنوات؛ بأن تلعب أستراليا ضمن آسيا بدلاً من أوقيانوسيا، ليضمن عدم مواجهة منتخبها لمنتخبات قارّة أمريكا الجنوبية القوية في ملحق إقصائي، ويضمن الوجود الدائم لمنتخب أستراليا ذي الأصول الأوروبّية ضمن نهائيات كأس العالم، مرتكزاً على انخفاض مستوى المنتخبات الآسيوية، فيتسيّدها المنتخب الأسترالي، وتصبح رحلة منافساته الكروية عرضاً قريباً وسفراً قاصداً!.

بيْد أنّ منتخبين آسيويين هما المنتخب السعودي ببشرة لاعبيه السمراء والمنتخب الياباني ببشرة لاعبيه الصفراء، قد وقفا للمنتخب الأسترالي بالمرصاد، وأصبحا غُصّة في حلقه، يتجرّعها ولا يكاد يُسيغها، وصارا سبباً في أكثر من مناسبة ليرجع لما كان الفيفا قد انتشله منه، وهو خوض الملحق الإقصائي!.

وآخر المناسبات هي ما حصل مؤخراً، إذ انتصر المنتخب الياباني عليه ٠/٢ في عقر داره، وانتصر عليه المنتخب السعودي ٠/١ في جدّة، وحطّما غروره وأذاقاه المُرّ والحنظل، وأفسدا زواج المتعة بينه وبين الفيفا، وسبحان الله الذي إذا شاء ردّ كيد الناس في نحورهم، وما كان خطّط له الفيفا لمنتخب أستراليا من عرض قريب وسفر قاصد؛ أمسى محطّة بعيدة ورحلة محفوفة بالمذلّة والمهانة، ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها، ويا أمان الرياضة من الكبرياء والغطرسة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store