Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

النجدة.. حسابي انسرق!!

A A
أفتقر إلى إحصائية رسمية عن حجم عمليات النصْب الإلكتروني من حسابات السعوديين البنكية، لكنّ العمليات تكاثرت بنسبة كبيرة، سواء ما نجح منها وما فشل، وتكاد تصبح ظاهرة تؤرّق الناس بمختلف طاقاتهم المالية.

ولولا أنّها تكاثرت ما حرص البنك المركزي السعودي على فرض عدّة إجراءات للحماية المالية، ومنها إبقاء الحوالات البنكية الداخلية في النظام الإلكتروني لمُدّة ساعتين قبل التحويل، لعلّ المنصوب عليهم يكتشفون النصب فيلغون عمليات التحويل التي لم يقوموا بها بأنفسهم، وكذلك تحديد سقف لقيمة التحويلات بحدود ٦٠ ألف ريال، وإلغاء فتح الحسابات البنكية الجديدة عن بُعْد بل حضورياً في البنوك، وهي إجراءات مدروسة ومشكورة، وأتمنّى أن تؤتي أُكُلَها مرّتيْن وثلاث.

بيْد أنّ للنصّابين مكراً تزول منه الجبال، وتنضب منه الأنهار، ويحتار معه أولو النُهى والألباب، وهم يعملون ليل نهار على ابتكار الجديد من أشكال النصب، ويحرصون على جعله سريعاً مثل قطار الرصاصة الياباني السريع، فلا يشعر به المنصوب عليهم إلّا بعد فوات الأوان، ولا يملكون عندها إلّا طلب النجدة بعد سرقة حساباتهم البنكية، وحتماً سيواجهون إجراءات البنك المركزي بما أزّتهم له الشياطين المكلّفة من إبليس اللعين بالنصب، وهنا لا بُدّ من تقوية البنوك لأنظمة الحماية المالية الخاصة بها أكثر وأكثر، فأموال الناس أمانة بأيديها، وتقليل الثغرات الفنية التي يمكن للنصّابين التسلّل من خلالها بما أوتوا من مواهب شيطانية.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، وطالبت -وهذا هو الأهم- بحذر الناس المُضاعف، فعصابات النصّابين صارت محترفة، وتجيد التمثيل وإيهام الناس وإقناعهم بأساليبها كما لو كانت جهات رسمية، والمؤمن كيّس فطن ولا يُلدغ من جحر مرتين، والتحريص مطلوب، والعالم يعجّ بعصابات لا شاغل لها سوى سرقة أموال الناس، وتحويل التقنية الرقمية لبيئة خصبة للسرقة، ويا أمان كلّ من لديه «قرشين» رفعهما للعُوزة فتأتي عصابة وتسرقهما بلا رأفة ولا شفقة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store