عودًا للسيدة لبنى العليان التي بهرتني شخصيتها منذ طفولتي المبكرة وبداية عملها الذي استمر وتجاوز الأربعين عامًا كما قالت في حديثها في البرنامج وكيف كان ردها على المديفر عندما سألها عن علاقتها ورغبتها في العمل رغم كل الأموال التي تمتلكها وبعد سنوات طويلة جدًا من العمل ردت بأن العمل شغف وحب وعطاء لا محدود ليست الأموال والثروات هي الغايات ولا يهم كم تمتلك من ثروة المهم ماذا قدمت من تاريخ وبصمة حقيقية ونحن جميعًا مؤتمنون على هذه الثروات والأموال.. إنها الحكمة تتفوه بها هذه السيدة الراقية في ظهورها واتزانها وثقتها بنفسها وإيمانها بقدراتها وما تمتلكه من علم وفكر وفخر بمنجزاتها بدون غرور ولا تكلف حتى في طلتها وملابسها وما ترتديه من مجوهرات وقد تكون بسيطة جدًا لدرجة لا يمكن أن تلفت الأنظار، هذه التفاصيل وأنا أتابعها عند مشاهدة اللقاء جعلتني أزداد يقينًا بأن الإنسان الذي امتلأ قلبه بالإيمان العميق من سبب وجوده في هذه الحياة الدنيا ورؤيته وهدفه ورسالته الواضحة في ذهنه يكون متصالحًا مع ذاته متسامحًا مع روحه لا تهمه المظاهر ولا كلام الناس المهم هو السعي قدمًا نحو تحقيق أهدافه وتطلعاته مهما كانت نظرة من حوله له.
في زيارة لن أنساها لجناح المرأة في اكسبو 2020 في دبي وجدت صورة لبنى العيان أمامي ومعلومات سطرت عنها باللغتين العربية والإنجليزية، شعرت بالفخر لأنها ابنة وطني السعودية تقف شامخة شموخ الجبال بين أقوى شخصيات نسائية في العالم وصنعت لها ولوطنها اسمًا يليق بنا في مصاف الدول التي تدعم حقوق المرأة وتسعى لتمكينها وتكريمها بما يليق بها.. لبنى العليان نموذج حقيقي للمرأة السعودية المتميزة وكم كنت أتمنى أن تدرس سيرة هؤلاء النساء في مناهجنا التعليمية ولتكون لبنى وغيرها من النساء نماذج حقيقية للنساء السعوديات الممثلات للوطن في المحافل الدولية في كل المجالات بعيدًا عن النكرات والتافهات ومن يبحثن عن الشهرة بطريقة لا تليق بقيمنا ولا عاداتنا ولا تقاليدنا ويحاولن خطف عقول الفتيات من أجل شهرة رخيصة وجمع للأموال بأي طريقة كانت وفي النهاية لا محتوى ولا مضمون ولا أثر للمجتمع.
لنسلط الضوء أكثر على من يقدم فكرًا وثقافة وعملاً صالحًا وإنجازًا وطنيًا وعلمًا نافعًا وبحثًا علميًا ينفع البشرية أو جائزة عالمية تجعل اسم الوطن يتردد في أرقى المحافل الإقليمية والعالمية لنتحدث بفخر عن جيل يعد بمستقبل أجمل ويثبت للعالم بأنه مختلف في عطائه وانتمائه ووطنيته وأخلاقه وقيمه، وليتق الله فينا من يتولون المنصات الإعلامية لا تجعلوا من التافهين مشاهير ولا نريد أن نسمع تفاهاتهم.
وكلمة شكر معطرة بصادق الدعوات لهذا الإعلامي المتميز عبدالله المديفر أقول له: ما أجمل مهنيتك وإيمانك برسالتك وكم نحن فخورون بأمثالك من يعون بأن الإعلام والكلمة أمانة تستحق أن نحافظ عليها ونشد أزر من التزم أمام المشاهدين بتأدية الأمانة، رعاك الله وسدد خطاك.