Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

المدارس والحاجة لـ»معلم طبيب»!!

A A
أتذكر وأنا في المرحلة الابتدائية في مدرسة النجاح النموذجية في المدينة المنورة كان هناك أحد المعلمين متخصصًا في النواحي الصحية الأولية ومتابع لحالات الطلاب الصحية والمعالجات السريعة لحالات الطوارىء ولديه غرفة مستقلة تسمى غرفة الإسعافات الأولية، وكان الأستاذ القائم عليها اسمه (بكر) يهتم بكل ما يشبه اليوم بطب الطوارىء (أساسيات الإنقاذ) فكان لديه المهارة للتعامل مع الحالات البسيطة، وإذا كانت الحالة تقتضي طبيبًا يتم تحويلها الى الصحة المدرسية أو حالة طارئة ترسل مع فراش المدرسة بأسرع وقت ممكن إلى مستشفى الملك الذي كان بجوار المدرسة في باب الشامي، فكنت ألمس دورًا مهمًا لهذا المعلم «الطبيب» وهو ليس خريج كلية طب لكن يملك بعض المهارات التي يملكها الطبيب.

وحيث إن الحادثة التي نتج عنها وفاة طالب في إحدى مدارس جدة ربما قد يكون عدم وجود المعلم الطبيب في المدرسة سببًا للوفاة -مع التسليم الكامل بقضاء الله وقدره- لكن الحديث هنا هو عدم التدخل الطبي السريع للإنقاذ بسبب خلو المدرسة من أي شخص يستطيع التعامل مع الحالات الطارئة، وقد شاهدنا حالات كثيرة في المدارس يكون الموت فيها محققًا لكن يتم إنقاذ الأطفال عبر التدخل في الوقت المناسب للإنقاذ، فلا يزال في الذاكرة مشهد الطفل الذي ابتلع شيئًا في حلقه وغص فيه وتعرض للموت لولا أن بادرت المعلمة بادرت بإسعافه وأنقذت حياته.

إن أي مشاجرة بين الطلاب أو الطالبات طبيعي أن ينتج عنها حالات إصابة ربما تصل إلى الإغماء أو الدوخة أو الارتجاج أو النزيف، فإذا كان هناك معلم طبيب يمكن أن يسارع في إنقاذه بإذن الله، ويقوم هذا المعلم الطبيب بعمل دورات لمنسوبي المدرسة من معلمين وإداريين وطلاب تزيد من وعيهم الصحي وكذلك تجهيز عيادة للطوارئ في كل مدرسة لعمل الإسعافات الأولية، كما يتحقق على يد المعلم الطبيب تدريب جميع المعلمين على أجهزة انعاش القلب والإسعافات الأولية الضرورية، فالمعلم الطبيب غير مكلف ماليًا فهو إما أن يكون خريج كلية طب أو من حملة شهادة الدبلوم العالي في إحدى التخصصات الصحية خاصة خريجي كلية الدراسات التطبيقية.

وأجدها فرصة عبر هذا المقال لاقترح على معالي وزير التعليم بضرورة أن يكون في كل مدرسة حكومية أو خاصة معلم طبيب يكون من إحدى حاملي شهادة الدبلوم الصحية أو إن لم يكن كذلك فيتم تدريب أحد المعلمين على الدورات الصحية في طب الطوارىء كما فعل الأستاذ بكر -رحمه الله تعالى- قبل خمسين عاماً في مدرسة النجاح النموذجية، فلعل في ذلك ما يساعد الطلاب والطالبات على تحسين وضعهم الصحي ويزيد من المحتوى الثقافي الطبي للمدرسة ويعين على مواجهة الأحداث الطارئة ويكون سببًا لإنقاذ الأرواح بإذن الله، أما الجانب الثاني الذي تشير إليه تلك الحادثة فهو الجانب التربوي ودور المعلم في تحقيقه بين الطلاب والمعلمة بين الطالبات فهذا له مقال مستقل بإذن الله، والله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store