ثم جعل الله تعالى لهذا الدين أركان وفرائض ومراتب فالأركان هي الأعمدة التي لا يقوم الدين إلا بها وبطلانها يؤدي إلى الكفر وهذا لا يتوفر إلا في شهادة التوحيد أما الصلاة والزكاة والحج فهي فرائض قد تسقط عند البعض لمرض أو سفر أو عدم مقدرة أو فقدان عقل.
ثم تأتي بعد ذلك مرتبة الإيمان وهي أن يصدق ويطمئن المسلم بأن الله تعالى هو ربه ويؤمن بالملائكة وبالرسل وبالكتب السماوية ويؤمن باليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.
أما المرتبة الثالثة وهي الأعلى في الكمال والتقوى فهي مرتبة الإحسان وهي أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ويطلع على كل حركة وساكنة فيك.
أما الفرائض فهي كثر لكن أبرزها الصلاة والزكاة والصيام والحج والكثير من الأمور في مختلف مناحي الحياة التي يستوجب على المسلم الالتزام بها وتأديتها كما أمر الله تعالى.
ولعلي بعد هذا العرض أستطيع القول إن الكثير من الأمور الشرعية يستوجب إعادة النظر فيها وتصحيحها عدا ما ورد نصه في كتاب الله تعالى أو تواتر وروده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما دون ذلك فهو كلام بشر يحتمل الصحة وعدمها ويقبل التعديل كونه قابل لمسايرة الأزمنة والأمكنة.. والله تعالى من وراء القصد.