وجهود المملكة وخبراتها المتراكمة عبر السنين توفر رصيدًا من خبرات إدارة الحشود والدعم اللوجستي والحماية الطبية والأمنية من بداية تحرك الحاج من وطنه الأصلي ذهابًا وإيابًا في رحلة العمر التي فرضها الله على كل مسلم ومسلمة مرة في العمر لمن استطاع إليه سبيلًا.. ومشاهد الطواف والسعي في مكة المكرمة في هذا العام والجموع الغفيرة تتحرك بهدوء وسكينة تشد الأنظار والأفئدة إلى تلك الأمواج البشرية التي تحفها السكينة والعلاقة الوجدانية وهي تعيش روحانية المكان وعلاقة المسلم بربه في أطهر بقاع الأرض والكل يسير في تناغم إنساني غير مشاهد إلا في مهبط الوحي ومهد رسالة الإسلام الذي منَّ الله به على أرض الحرمين وأهلها وجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم من كل فج عميق، يطوفون بالبيت العتيق هاتفين لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد، والنعمة، لك والملك، لا شريك لك.
وبجانب ذلك تقوم المملكة باستعدادات وجهود جبارة لخدمة البرامج السياحية بصفة شاملة وتفسح المجال لزوار المملكة للاطلاع والاستمتاع بنفائس كنوز التاريخ الموجودة في الجزيرة العربية وتوفر التسهيلات مثل النقل والفنادق والمعلومات عن المواقع الأثرية لإرضاء فضول الزوار على مدار العام ولا شك أن السياحة من أركان الاقتصاد العالمي حيث إن لها منافع ثقافية واقتصادية والاستثمارات فيها مجدية وكما هو معلوم أن بعض الدول تعتمد في دخلها القومي على السياحة وتبذل جهودًا جبارة لتطويرها.
كما أن فرص الاستثمار والتوظيف في قطاع السياحة واعدة والربط بين السياحة والمواسم الدينية وتسهيل السبل بحاجة إلى رافعة تسهيلات تدعم استثمار مميزات الجانبين -السياحة والمواسم الدينية- لمصلحة اقتصاد الوطن وتوظيف شبابه.. وفي الختام فإن مباهج الفرحة والسرور من مشاهد زوار بيت الله الحرام ومرقد المصطفى عليه سلام الله ورضوانه بالمدينة المنورة تجسد عظمة الإسلام وقوة المسلمين الروحية والمعنوية، حفظ الله خادم الحرمين وولي عهده الأمين وأدام على وطننا العزة والأمن والاستقرار وكل عام وأمة الإسلام بخير.