Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

اتركوا وظائفكم!!

A A
استفزاز الناس أصبح وسيلة للبعض ليتصدَّر المشهد، ويتم الاستفزاز عبر عدّة طُرق، في البداية من خلال قولهم: «اتركوا وظائفكم حتى لو كانت برواتب ضخمة، واعملوا أحراراً، فالعمل الحُر دخله ملايين»..

وعندما لم تنجح الخطة، يبدأون بوصف الناس الذين يُواجهون صعوبة في الحصول على عمل، بالغباء، لأنهم لم «يتعبوا على أنفسهم»، مُذكِّرين إيَّاهم بأن التعليم والصحة مجانية.. ولماذا لم تأخذوا دورات؟..

هذا التعالي والتشفِّي بمآسي الناس يدل على استهتار..

الناس تحفر في الصخر لتصنع لنفسها حياة كريمة، تُواجه الصعوبات، وتعمل في وظائف رواتبها متوسطة لتُطعم من خلفها، وهؤلاء يتحدَّثون عن فشل في «التعب على النفس»!..

ماذا نصنع ليرضى هؤلاء، ويروا أننا مجتهدون!..

دورات في مجالات الإعلام والموارد البشرية، تخصص في برمجة الحاسب الآلي، اهتمام وتركيز عالي على القراءة والكتابة لتوسيع مدارك المعرفة، هل هذه تكفي؟!..

أن تعمل عاملاً يغسل السيارات في الشوارع، ألا تكفي!..

مشكلة البعض أن يأتي من خلفية وضعها جيّد، وبدلاً من أن يكون سوياً كما هم الأغلبية، نجده يحاول الانتقاص من الآخرين عبر تسخيف جهودهم في البحث عن حياة كريمة، وتمجيد بطولاتهم التي جُلّها: («عملت مُديراً في هيئة حكومية، واستقلت»، ثم «عملت مُديراً في مشفى حكومي، واستقلت»، ثم «عملت مُديراً في قطاع حكومي، واستقلت»، لأن حلمي أن يكون دخلي مليونا)!..

هؤلاء بلا شك لا يُمثِّلون مَن أعرف؛ أنَّ أياديهم في العطاء والخير تُشبه نفوسهم الطيبة، أُناس نشأوا أسوياء، يحفظون للناس الود ويُقدِّمون الحب، ويُدعمون الشباب والشابات، ولا يُحطمون أرواحهم، ويُقدِّرون ظروف الناس، وما يُواجهون. هؤلاء الناس الطيبون هم الأغلب، والاستثناء هم الذين يُحاولون تشويه صورة البشر من أجل غاية في نفوسهم، وبلا شك هؤلاء لا يُمثلون أحداً سوى أهوائهم الشخصية.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store