هذه الدولة المباركة سلسلة مُتصلة، عهدٌ يُكمل مسيرة العهد الذي سبقه، أكثر من ٣٠٠ عام، والأمر يدور حول الأمن والاستقرار والوحدة، أهدافٌ سامية، ضحَّى من أجلها الأبطال الأوائل بالغالي والنفيس، لتكون هي الثمرة التي نقطفها اليوم، والشجرة التي نتفيأُ ظلالها.
تسارعت خُطى العالم نحو التقنية والانفتاح، والتواصل بين الأُمم، وكانت بلادنا كسائر بُلدان العالم تسير وفق ما هو موجود ومُتاح، حتى أتى عهد سلمان، وولي عهده محمد بن سلمان، هذا الشاب الذي تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة لتوليه «ولاية العهد».
أتى محمد بن سلمان، وأمام عينيه مدرسة إمام العدل والصلاح، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أتى متمرِّساً بالقوة والحق، والحزم والعزم، لتحقيق طموحات شعب، يستحق أن يكون دائماً في القمّة، قاطعاً العهود على نفسه بأن تكون المملكة العربية السعودية نجماً تهتدي به الدول، ومنارةً لكل المُثل العليا.
كثيرة هي إصلاحات سمو ولي العهد، الذي أحب وأخلص لهذه الأرض، وقدّم وما زال كُلِّ ما يُعزِّز من جودة حياة إنسان هذا الوطن، لكن أهم الملفات كانت ما يخص حقوق الإنسان.
أصبح للسعودية ممثل في اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان، وتقدَّمت السعودية في التصنيفات الدولية لمكافحة الاتجار بالبشر، وفي جانب التشريعات والقوانين الخاصة بالمرأة والطفل، تم تعديل الكثير منها لتتواءم مع المرحلة التي نعيشها، بما يُحقق لإنسان المملكة حياةً كريمة، ويضمن للبلاد مكانة عالمية تتوافق وما تملك من قدرات وإمكانات.
كثيرون حاولوا عرقلة مسيرة المملكة - قبلة العالم أجمع في شتى المجالات -، كثيرون تُرعبهم أفكار هذا الشاب الطموح التي إذا تحقَّقت، ستُعيد للمنطقة بأكملها وهجاً وقوة فقدتها منذ غياب الدولة الأموية عندما كانت تحكم العالم. محمد بن سلمان شابٌ يحمل في قلبه حباً لشعبٍ وفي، وحُلماً بأن يكون هذا الوطن هو الأول دائماً، وطموحات يصل من أجلها الليل بالنهار سعياً لتكون حقيقةً على الأرض. قلوبنا معه ودعواتنا له، وجميعنا من خلفه سائرون على طريق تحقيق كل ما يجعلنا في المُقدمة.
أخيراً..
خمس سنوات هي قصيرة بعمر الشعوب، لكنها مليئة بالكثير من الإنجازات التي نعتز بها ونفخر، ويكفي أن يعرف الجميع أن دعوة أمهاتنا الدائمة لـ محمد بن سلمان هي: «عَلْ شمسك ما تغيب».
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
