Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

«مهارات» المعايدة!

A A
وقت صلاة العيد تخرج العوائل صغارًا وكبارًا، رجالاً ونساءً بملابس جديدة وروحًا جديدة تزفهم أفراح الحياة إلى حيث المكان الذي تشهده الملائكة وتصطف فيه القلوب للمعايدة وتتناول فيه شيئًا من الحلوى والتمر إيذانًا بالتحول من حالة الصوم إلى وجوب الإفطار، وحرمة الصيام في أول يوم بعد شهر رمضان ذات مغزى نفسي لأن الله سبحانه وتعالى يريد من الجميع أن يحضر ويشهد الفرحة الربانية بذكره وشكره وتكبيره معنى وحسًا (ولتكملوا العدة وتكبروا الله على ما هداكم) وتنتشي الروح في يومها الذي أعلن الله فيه توزيع الجوائز فالكل أتم صيام شهر رمضان والكل له جائزة عند ربه فحضور صلاة العيد مهارة وزنها المعنوي والنفسي يصل إلى ٢٠٪ من معايير مهارات المعايدة الناجحة وتبقى هناك مهارات أخرى تتمثل في عدة أمور منها:

* مهارة اليوم العائلي وهو يخص لقاء العائلة حيث يكون عند كبير العائلة مثل الوالدين والإخوان والأخوات ومن هم في إطار الدرجة الأولى والثانية من القرابة رجالاً ونساءً وتحقق هذه المهارة ١٥٪ من معايير مهارات المعايدة الناجحة.

* مهارة زيارة ومعايدة الأقارب وهذه المهارة تمثل ١٥٪ من وزن مهارات المعايدة وهي ميدانية تقتضي تذكّر الأقارب خاصة كبار السن منهم والمرضى والأخوال والأعمام وبقية الأقارب ويجب ألا تقتصر الزيارة على الأغنياء منهم وأصحاب المناصب والوجاهة فذلك تميز وتحيز لأمر من الدنيا ليس لله فيه نصيب فالكل أقارب والكل له حقه من القرابة وبالتالي الزيارة والمعايدة.

* مهارة معايدة الجيران (١٠٪) وهذه المعايدة من المهارات المفقودة التي كان الجيل الماضي يجيدها ويؤديها كما ينبغي وأتذكر في المدينة المنورة كانت أبواب البيوت مفتوحة للزيارة بل كان هناك ما هو أبعد من ذلك حيث هناك يوم لكل حارة لزيارة الحارات الأخرى ولكون المدينة صغيرة في تلك الأيام فقد سهل ذلك معرفتهم على بعض، واليوم هناك عودة ناجحة إلى هذه المهارة ومعايدة الجيران في البيوت فعادت روح تبادل الزيارة بين الجيران وعادة ما يخصص ثالث أو رابع يوم للعيد من بعد صلاة العصر إلى العشاء يقوم الجيران على شكل مجموعات بالترتيب مع بعضهم لزيارة بعضهم بعضا.

* مهارة فن صناعة الفرحة والبهجة بالعيدية والهدايا وهو يمثل ٢٠٪ من وزن نجاح العيد ومهارات المعايدة وتشمل الهدايا أول ما تشمل الأب والأم والزوجة والأبناء والبنات ولكل واحدٍ من هؤلاء ما يناسبه من اختيار الهدايا وليس شرطًا أن تكون الهدايا عينية إنما تقبل نقدية ويجب أن تكون الهدية ذات اعتبار يفرح القلب من حيث الجودة والنوعية خاصة صغار السن الذين يفضلون النقد.

* آخر مهارة من مهارات العيد الناجح وهي تمثل ٢٠٪ من وزن المهارات هي أن يعيش الجميع صغارًا وكبارًا أيام عيدهم في ترفيه وبهجة وأغاني وألعاب ومنتزهات ومطاعم ورحلات وطلعات وفرح وسرور وقد يسرت هيئة الترفيه السبيل لذلك وأوجدت الجديد ونوعت العديد من أنواع الترفيه.

إن العيد في الإسلام يعني توثيق العلاقة بالله سبحانه وتعالى من خلال بداية أول لحظة بحضور صلاة العيد والاستمتاع بكل لحظة بفرحة وبهجة العيد بذكر الله وترديد العبادات المغذية للروح «الله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد»، كما يعني العيد إضافة لذلك توثيق العلاقة بالأقارب بدرجاتهم المختلفة وكذلك توثيق العلاقة بالجيران، وتتم توثيق العلاقة بالأقارب والجيران وبقية أفراد المجتمع بالزيارة والهدايا والترفيه وبذا يتحقق للنفس البشرية سعادتها ويذهب الله عنها بطاعته في هذا الأمر شبح الأفكار السلبية والشعور بالوحدة والانعزالية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store