وظلَلْتُ أرقب مسيرته المهنية طيلة هذه السنوات، وما رأيكم الآن أن أخبركم بتفاصيل آخر مشاهداتي له عندما استدعيته، هل أنتم مستعدّون؟ حسناً: لقد جاءني، ما شاء الله، على متن سيّارة يابانية موديل السنة الحالية، ولا يقلّ سعرها عن ٩٠ ألف ريال نقداً، ويضع عُدّة السباكة في حقيبة السيّارة، وقد ودّع درّاجته الهوائية للأبد، واقتنى جهاز جوّال هو أرقى من جهازي، ومُتّصِل بباقة إنترنت مفتوحة مع زوجته في الصعيد بالصوت والصورة، وصار لديه خبرة من السباكة تؤهّله ليكون مُعَلِّماً فيها، والخلاصة هي التحسّن الهائل في حياته المهنية والمالية والاجتماعية، ويشهد الله أنّني فَرِحْتُ له، كما أخبرني أنّه بنى له منزلاً في الصعيد، وقُلْتُ في قلبي «يستاهل»، فمن جَدَّ وَجَدَ ومن زرع حصد.
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح بالقول إنّ المهن اليدوية هي أحد أهمّ أعمدة السبل المفتوحة على مصراعيْها للقمة العيش الشريفة، ونحتاج لفترة طويلة لتوطينها، فالسرعة السرعة في بدء رحلة أميالها الشائكة، ولنجعل شبابنا هم أوتادها المغروزة في تربتها الشريفة والمباركة، مثلهم مثل الوافدين.