ومع حقيقة كهذه، أدعو الشركات للتعاون مع الوزارة كي تظهر الآثار الإيجابية للمعالجات، وتُثْمِرُ مثل الأشجار وارفة الظلال، وتُؤتي أُكُلَها في كلّ المجالات.
كمثال: أصدرت الوزارة تعميماً بشأن «أبناء وبنات المواطنات السعوديات»، بالسماح لهم بالعمل في عددٍ من المهن المُوطَّنة، وهو تعميم مفهوم وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار، وقرأته بنفسي، فلم أجد فيه غموضاً، وأُجزم أنّ الأمّي الذي لا يستطيع القراءة يفهمه، فما بالكم بالشركات المتعلّمة التي تفكّ حروف الأبجدية وبكل اللغات؟، ومع ذلك يحمله هؤلاء الأبناء والبنات إلى الشركات كسندٍ لهم للتوظّف، فما يجدون من الشركات إلّا التفسير المزاجي له، أو الزعم بأنّه مُبهم، فيخرجون منها كما قد دخلوا إليها، يعني عاطلين عن العمل، بينما الأجانب الذين لا يقربون للمواطنين بأيّ صلة، يشغلون وظائف كثيرة، قيادية وغير قيادية!.
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّ التعاميم التي تُصدرها الوزارة ستكون حبراً على الورق لا يُسْمِنُ ولا يغني من جوع ما لم تُطبَّق، وتتابعها الوزارة ميدانياً بحزمٍ وصرامة، فتُثمّن مواقف الشركات المتعاونة، وتُعاقب الشركات المُخالِفة، وليس للشركات خيرةً من أمرها فيما تعالجه الوزارة للمصلحة العامة، وأبناء وبنات المواطنات الذين وُلِدوا في المملكة، ولا يعرفون وطناً سواها، هُم أولى من الأجانب الخُلّص في التوظيف، والتعاميم هي قوانين واجبة التنفيذ والتطبيق!.