Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

سرقة الملايين في طرفة عين!!

A A
حكى لي مواطنٌ واقعة سرقة أكثر من مليون ريال وربع المليون من حساب زوجته وابنته البنكيين، والمليون والربع بالمناسبة كانا كُلّ ما في الحسابين وصار رصيدهما بعدها «صفر»، وهاكم التفاصيل: يبدو أنّ هناك موقعاً إلكترونياً مُزيّفاً قد طوّرته عصابة انتحالاً لموقع جهة خدمية، فدخلتاه الزوجة والابنة بالخطأ لرفع شكوى تجارية تخصّ أمراً آخراً، فاستجابت العصابة وطلبت منهما معلومات شخصية لهما ولحسابيهما، وهكذا وقعت السرقة!.

ومع كثرة تعرّض الناس لسرقة حساباتهم حال إفشائهم لمعلوماتهم الشخصية خارج النطاق البنكي، فإنّ لديّ تساؤلات تحتاج لإجابات وقرارات تحفظ أموالهم من عصابات السرقة التي لها باع طويل في التقنية والاختراقات الإلكترونية.

وأوّل تساؤل هو: لماذا لا تُشغِّل الجهات محرّكات بحثها عن المواقع المُزيّفة التي تنتحل شخصيتها؟! وتُحذّر الناس منها؟! فليس لكلّ الناس قدرة التمييز بينها وبين مواقع الجهات الحقيقية، بل وتبتكر ما يحظر المواقع المُزيّفة بما لديها من إمكانيات، وتُوعِّي الناس بكيفية التفريق بين مواقعها وبين المواقع المُزيّفة، ليكون هناك نوع من الوقاية ضدّ السرقة، والوقاية هنا خيرٌ من مليون علاج.

والتساؤل الثاني هو أنّ سيناريو السرقة يمرّ غالباً بمحطّات، هي اختراق الحساب المسروق، فتحويل ما به من أموال لحساب محلّي آخر، ثمّ لحساب دولي في الخارج، فلو كان ذلك صحيحاً فلماذا لا تكون هناك آلية مضمونة الفعالية لتعطيل الحساب المحلّي الآخر إذا لم يكن مُوثّقاً ومعروفاً لدى حسابات الضحايا وحال إبلاغ الضحايا عن السرقة وقبل تحويل المبالغ المسروقة للخارج لقطع الطريق وبقائها محلياً، ألا يمكن هذا في عصر التقدّم الإلكتروني الذي نشهده؟.

والتساؤل الثالث هو: لماذا لا نعمل اتفاقيات تعاونية مع كلّ الدول، لاستقبال التحويلات القانونية ١٠٠٪ وتمحيص المشكوك فيها حسب معايير فنية يُتفق عليها كما يحصل مع مكافحة غسيل الأموال ودعم الإرهاب؟! فضلاً عن اتفاقيات لإعادة الأموال المسروقة لأصحابها عند اكتشاف السرقات ومعرفة حسابات استقرارها.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّ كلّ ريال يُسرق من حساب بنكي سعودي ويُحوّل للخارج هو خسارة لاقتصادنا الوطني، وليت الجهات والبنك المركزي والبنوك والشرطة والنيابة العامّة وغيرها من المعنيين بمعالجة تنامي ظاهرة سرقة الحسابات البنكية تكفينا همّ السرقات بحول الله فقد أصبحت همّاً يُستعاذ منه، وهناك ملايين قد شقي أصحابُها لادّخارها، وهي تُسرق منهم في طرفة عين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store