ولا شك أن الجهات المعنية بشؤون جدة والأحياء وسكانها قامت بكل ما يلزم للإعداد لمرحلة الإزالة لضمان حقوق السكان المؤجر والمستأجر وحصر المساحات وحجم التعويضات المتوقعة، وللشروع في حجم ما تم لابد أن يكون هناك مشروع بديل أفضل ومواكب وبمستوى ما تستحقه مدينة جدة بوابة الحرمين الشريفين والعاصمة الاقتصادية فيما مضى، والهدف الرئيس هو المصلحة العامة والحرص والعناية بجدة التاريخية.
إشكالية التعويضات وسرعة صرفها أسئلة مستحقة الإجابة عليها بفعالية وملائمة لمن سيسكن وسعر التكلفة ومن الشرائح المستهدفة للتأجير أو التملك؟
والسؤال الكبير كم ستأخذ مدة البناء والتجهيز للسكن.. ومن سيقوم بذلك.. وكيف سيكون شكل البناء؟ طراز إسلامي يعكس أهمية المكان أم أن الحداثة ستكون طاغية شكلاً ومضمونًا؟
في اعتقادي إن هذه أسئلة مشروعة حتى لا يفوت علينا محاكاة الواقع حبًا للوطن وقيادته الرشيدة لأن «جدة غير» هي بوابة الحرمين الشريفين.. استقبال وتوديع لوفود الرحمن ومشاركتها في انطلاق طلائع الحضارة الإسلامية موثقة من بداية الإسلام بصدرها الرحب للتغيير والتطور وما صاحب ذلك من أحداث سياسية واقتصادية عبر التاريخ.. والموضوع يتطلب الشفافية والوضوح من البداية إلى نهاية المشروع الكبير الذي سيكون علامة لافتة في عصر نهضتنا الحديثة بقياد مهندس رؤية 2030 وما تحمل من وعود عظيمة وجبارة بحزم وعزم قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين يحفظهم الله.
ولا يفوتنا الإدراك بأن الهدم سهل وسريع ولكن البناء عملية شاقة ستأخذ وقتًا طويلاً لمشروع كبير وغير مسبوق في تاريخ المدن عالميًا.. وليس محليًا فقط ويجب ألا تكون السرعة في الإنجاز على حساب الجودة لأنه سيكون مشروع العصر لنهضة مستدامة في عهد مزدهر شبابي وطموح لا حدود له ومحل اهتمام العالم والحجاج والزوار والمعتمرين من أنحاء العالم وسيكون جاذبًا للسياح والاستثمار في كل المواسم لأن جدة غير تاريخًا وحاضرًا ومستقبلًا.. ومن الأسئلة كيف ومن سيشكل مدينة حلم المستقبل التي ستحل محل الأحياء العشوائية التي يتم التخلص منها حتى أصبحت الأراضي ممهدة للتخطيط النهائي لمدينة الأحلام «جدة غير» بخدماتها المستدامة والمتميزة والمواكبة حداثة وأصالة وتاريخًا.. دام عزك يا وطن و(خلونا في الصورة).