ومع التطور السريع الذي حظيت به جدة خلال الطفرات الاقتصادية الماضية في النصف الأخير من القرن الماضي وحتى اللحظة والأموال الطائلة التي صرفتها الدولة على البنى التحتية التي لازالت تئن تحت عوائق التخطيط في الماضي وتحديات المستقبل وسباق النمو المتسارع وذاكرة جدة التاريخية تذكر معاناة مياه الأمطار والصرف الصحي وكوارث السيول.. والآن مع مشروع جدة الجديد «حلم المستقبل» الفرصة متاحة لوجود بنية تحتية نموذجية معاصرة لأننا أمام مشروع مدينة ستكون رمز الحداثة والتطور والتفوق العمراني ومكونًا حضاريًا جديدًا في كل تشكيلاتها والبنية التحتية هي الأساس والحذر من العجالة والتسرع في البناء بدون أن يكون الأساس بمنظور مئات السنين إلى الأمام.. يستفيد من ميزة الواجهة البحرية والتلال الشرقية وساحل البحر الأحمر الجميل ومشهد غروب الشمس الساحر.
والحوار الإيجابي من شروط النجاح المنشود هدفه البنية التحتية التي تأخذ في الحسبان كلما وصلت إليه تقنية بناء مدن المستقبل.. والدولة بقيادتها الرشيدة يحفظها الله تولي اهتمامًا خاصًا لمشروع جدة حلم المستقبل لأن جدة غير.. فمنظر الأحياء التي تمت إزالتها ينبئ عن حجم المشروع والمراقب يصاب بالذهول ويتساءل عن مدى الفترة الزمنية وهل كان بالإمكان تجزئة المشروع على مراحل للتخفيف على جدة وسكانها وطأة الإزالة ونزوح السكان وارتفاع الإيجارات؟ والأمل أن يشمل المشروع مدارس وجامعات ومصحات وحدائق وألا يكون مجمع كتل خرسانية ضيقة متزاحمة وأن يستفاد من تجارب مشاريع الإسكان الماضية ومدارس الأبنية الجاهزة.. حفظ الله وطننا وقيادتنا الرشيدة والأمن والاستقرار الذي ننعم به.