Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

إزالة الشوارع العشوائية

A A
بِفِكْرٍ جديدٍ، وشجاعةٍ فائقةٍ في إدارة المدن، تمكَّنا من إزالة الكثير من الأحياء العشوائية، التي كانت سيئاتها أكثر بكثير من حسناتها، وأتوقّع بحول الله أن تحِلّ محلّها، أحياء عالمية وراقية، وتزخر بالكثير من جودة الحياة والرخاء والازدهار.

وغير بعيدٍ من الأحياء العشوائية المُزالة، هناك أحياء كثيرة، صحيح أنّها نظامية ولم يطالها مقصّ الإزالة، لكنّ فيها شوارع كثيرة تُعتبر -من وجهة نظري- عشوائية، بما فيها من عيوبٍ فنية كثيرة؛ في الأسفلت والأرصفة وكلّ مرافقها الأخرى، وتُصنّف كتلوّث بصري يُشوِّه وجه مدننا الكُبرى والصُغْرى وقُرانا بلا استثناء.

ولا يمكن تحميل أمانات المدن كلّ مسؤولية هذا التلوّث البصري، وإن كانت عليها مسؤولية السكوت عن وصول التلوّث لما وصل إليه بالتدريج، ولم تُحرِّك ساكناً كبيراً خلال عقود من الزمن في ظلّ إداراتها السابقة المتتابعة. وأعتقد أنّ الملوم الأكبر هو شركات الخدمات، مثل الكهرباء والمياه والهاتف وغيرها، إذ من جهة لم تُكمل تنفيذ وتجويد بُنيتها التحتية، فتضطرّ لإجراء الحفريات في الشوارع للإكمال، ثمّ للصيانة بعد ذلك، فضلاً عن سوء ترميمها للشوارع بعد صيانة الخدمات بشكلٍ عشوائي وغير حضاري، وهذه ببساطة واختصار قصّة الشوارع العشوائية في الأحياء النظامية، التي ما زالت تُشاهَد كلّ يوم، إلّا ما رحم ربّي أرحم الراحمين.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح -بينما هي تسوق سيّارتها المُهترئة بسبب مطبّات كثير من الشوارع وحُفَرِها وهبوطاتها وتكسّراتها، ومستنقعاتها إذا هطل المطربالمطالبة بِفِكْرٍ جديدٍ آخرٍ وشجاعةٍ فائقةٍ أخرى لإدارة الشوارع، خصوصاً الشوارع الفرعية التي تكثر فيها العيوب الفنية أكثر من الشوارع الرئيسة، وبحيث تُحوَّلُ لشوارع مُرتّبة وجميلة ونظيفة ومزروعة وصديقة للبيئة، وقُرّة عين للمواطنين والمقيمين والسُيّاح، الذين بدأوا يغزوننا من كلِّ مكان، وإلّا ستبقى الشوارع النظامية شوارعاً عشوائية، وتحتاج لإزالة بالكامل، ونظلّ نتنقّل بين إزالة وبناء، ومليارات تذهب سُدى، وهذا لا يرضاه أحد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store