Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

استغلال أجنبي.. وغياب سعودي!!

A A
قريبةٌ لي طلبت منِّي المشورة بشأنِ عاملِ دهانٍ أجنبي، قد عرض عليها دهان واجهة خارجية واحدة لبيتها الصغير، المُكوّن من دورين مع المواد والمصنعية بمبلغ ٤٠ ألف ريال، ريالٌ ينطح أخاه الريال!.

وبحسابي لمساحة الواجهة، وكمية المواد اللازمة، والأسعار المعروفة محلياً لمصنعية عُمّال الدهان، وجدْتُ أنّ العامل قد غالى كثيراً في عرضه، وأنّ العرض العادل للدهان شاملاً أرباحه لا يتجاوز ٢٠ ألف ريال كحدٍ أقصى، فأوصيْتُ قريبتي بالبحث عن عاملٍ آخر، لا سيّما وأنّه كان مُصِرّاً على عرضه ولم يقبل التفاوض وتخفيض عرضه إلّا أقلّ القليل، وهذا هو ديدن العُمّال الذين يجدون زبائن آخرين يقبلون بعرضهم الغالي، فلا يكترثون ولا يأبهون لغيرهم!.

وهذه الواقعة هي عيّنة واحدة تُثبِتُ استغلاء عُمّال البناء وترميم المنازل الأجانب لأسعار أعمالهم اليدوية، مثل عمل الخرسانة المُسلّحة، والبلوك والنجارة والحدادة، والتبليط والسباكة، والكهرباء واللياسة وغيرها كثير، وقد استغلّوا غياب المواطن كمنافس لهم، الذي إن وُجِدَ لكان أقوى سبب لتخفيض أسعارهم، خصوصاً مع إحجام الناس عنهم، فيما لو وجدواً عُمّالاً سعوديين يُنفِّذون الأعمال وبأسعار تنافسية، لكن للأسف، وأقول هذا عن اطّلاع، إنّ المواطنين السعوديين بعيدين عن هذه الأعمال، كما بعُدَ الشرق عن الغرب، وأنّ جُلّ مَن تَخرّجوا منهم من المعاهد المهنية، قد التحقوا بوظائف حكومية، وتركوا سوق الأعمال الشعبية كاملةً في عُهدة الأجانب، يحتكرونها، ويهيمنون عليها، ويتداولونها بينهم وبين بني جلدتهم!.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بدعوة شبابنا للانخراط في هذه الأعمال، فما حكّ جلدك مثل ظفرك، وهي تدرّ الكثير من الأرباح، ورُبّ رِبْحَ عملٍ خاصٍ واحدٍ؛ يساوي رواتب شهور عديدة في وظائف حكومية، وفي الأعمال متعة فنية لا تُضاهيها متعة، لأنّ كلّ يوم مختلف عن الآخر، وما أجمل أن يرى العامل السعودي إنجاز عمله أمام عينيه بنهاية كلّ يوم، ولم تنسَ شهرزاد أن تُوجّه دعوة مماثلة للجهات المعنية بعمل البرامج الوطنية الكفيلة بانخراط شبابنا بهذه الأعمال، وهو خير عمل للجهات؛ تخدم به الوطن والمواطنين، فيما لو تحقّق!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store