Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الشيخ عثمان صقر.. رحلة كفاح

الشيخ عثمان صقر.. رحلة كفاح

A A
في يوم الجمعة 18 ذو القعدة من عام 1443 فجعت منطقة الباحة بوفاة عميد أسرة آل صقر الشيخ عثمان بن عبدالعزيز بن صقر، بعد حياة حافلة قضاها رحمه الله في السعي إلى نهضة المنطقة بصفة عامة وقبيلته بني ظبيان بصفة خاصة وكذلك في السعي لإصلاح ذات البين ودعم المتعسرين، مستعينا بالله سبحانه وتعالى ثم بما يكن له رجال الدولة حفظهم الله من تقدير لجاهه ومن ثقة في شخصه الكريم رحمه الله.

ولد الشيخ عام 1348 هـ وكان اصغر اخوته، وفي حج عام 1356 ودع الوالد الشيخ عبدالعزيز صقر ابنه عثمان ذو الثمان سنين متوجها إلى الحج بدعوة من الشيخ عبدالعزيز آل إبراهيم مدير الأمن العام وقتها، وظل ممسكا بيده وهو مودعا أهل بيته وقريته إلى أن غادر، وكأنه يعلم أنه الوداع الأخير، حيث توفي الشيخ عبدالعزيز رحمه الله بعد إجراءه عملية جراحية عام 1357.

انتقل الابن عثمان تحت رعاية أخيه الأكبر "الشيخ سعيد" الذي أصبح شيخ قبائل بني ظبيان، ولحرصه على جودة تعليمه وتربيته أرسله الى الشيخ عبدالله عمرود ليعلمه القراءة والكتابة، ثم دخل مدرسة الظفير الابتدائية وهي أول مدرسة نظامية في المنطقة.

ثم أمر الشيخ سعيد بن صقر بإرساله مرة أخرى الشيخ عبدالله عمرود ليختم على يديه القرآن الكريم كاملا في عشرة شهور وهو ما انعكس لاحقا في حياته، حيث كان رحمه الله ملازما للقرآن ويختم القرآن في رمضان أكثر من سبع مرات. ثم انتقل الشيخ من مدرسة الظفير إلى مدرسة بني ظبيان في قرية عرا بعد افتتاحها.

وفي عام 1367 حصل الشيخ سعيد على أمر بالعلاج في البحرين من الملك عبدالعزيز للعلاج من آثار إصابة قديمة أثناء حصار جدة، ورافق الشاب عثمان أخاه إلى الشرقية وتم العلاج في مستشفى أرامكو الجديد بدلا عن البحرين. وفي العودة طلب الشيخ سعيد من أخاه البقاء في مكة والعمل في التجارة.

بدأ الشيخ عثمان رحلة الأعمال بفتح دكان عطارة بالشراكة مع ابن خاله "سعيد بن محمد بن عبدالعزيز الغمد"، ثم مالبث أن أصبح الدكان ملكا له، وأصبح مورد رئيسي للعطارة والمواد الغذائية للمنطقة الجنوبية وحقق أرباحا عالية لفترة من الزمن.

عام 1373 تزوج الشيخ عثمان من ابنة خاله. وبعد عام رافقته إلى مكة لتعينه على أمور الحياة. وأثناء إقامته في مكة بحسن خلقه وبذكائه وبصفاء نيته قدر له التعرف على الكثير من رجال الدولة ومن أبرزهم الأمير عبدالله الفيصل ومدير مكتبه عبدالله الغاطي الذي كان صديق ملازم للشيخ عثمان، ومنهم رئيس الديوان الشيخ صالح العباد والشيخ محمد النويصر وأيضا محمد حابش نائب وزير الداخلية ومحمود أبار وغيرهم.

عام 1378 فجع الشيخ بخبر وفاة مربيه والشخصية المؤثرة في حياته الشيخ سعيد بن صقر، وبعد عامين فجع بوفاة والدته رحمهما الله.

وفي عام 1384 أضطر الشيخ عثمان لبيع محل العطارة والمواد الغذائية مديونا بمبلغ كبير جدا آنذاك قدره 160 ألف ريال، واتجه مع توجه الحركة التجارية إلى مدينة جدة. وهناك في جدة بدأت مرحلة البحث الصعبة ليختار دكان في الخاسكية يبدأ فيه الرحلة من جديد في نفس المجال، وكانت خطوة ناجحة استمرت فترة من الزمن.

ومع نمو الحركة العمرانية فتح الشيخ شركة الجبلين للمقاولات بالشراكة مع شركة مقاولات تركية، وكان يعيب الشركة التركية البطء في التنفيذ بالرغم من جودة أعمالها مما لم يساعد في استمرار النجاحات.

فتح الشيخ شركة آبار ارتوازية ثم شركة توريد أجهزة كهربائية. ولكن النجاحات الكبيرة تحققت للشيخ في مجال العقارات الذي أحسن إدارتها وأصبحت من أكبر شركات العقار في جدة.

ثقة كبار تجار ومشايخ المملكة ووجاهته جعل الشيخ يبذل المساعي ليكون وسيطا للصلح في كثير من النزاعات التجارية والاجتماعية. وكذلك دعمه اللامحدود المادي والاجتماعي.

بمجرد أن يكون الشيخ عثمان في مسقط رأسه في الباحة. يصبح أبواب قصره العامر مفتوحة للضيوف، ولا يكاد يمر 3 أيام متتالية بدون وليمة كبيرة يتم دعوة كبار رجال المنطقة، يستقبل فيها رجال الأدب والشعر والمشائخ والأقارب والجيران.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store