Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

قصة استثمار أبي بكر الصديق!!

A A
عندما قَدِمَ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنوّرة بعد الهجرة من مكّة المكرّمة، واختار اللهُ -عزَّ وجلَّ- لهُ الأرضَ التي بنى عليها مسجده الشريف، وكانت الأرض ملْكَاً ليتيميْن من أهل المدينة المنوّرة، فأرادا أن يهباها له، فأبى النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وابتاعها منهما بمال صاحبه وخليفته من بعده، أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه-، وكانت آنذاك بقيمة ١٠ دنانير من الذهب، وهذا من مآثر الصدّيق العظيمة التي تُحسب له في خدمة الإسلام، وسيُوفّى أجرها كاملاً يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم. هذا من سيرة الصدّيق المُنيرة، أمّا اقتصادياً وبلغة العصر الحالي، فكم يساوي استثماره في هذه الأرض؟، ولو سُوقت الأرض عقارياً على سبيل الافتراض، لقيل عن مميّزاتها أنها تضم الروضة الشريفة، التي هي القطعة الوحيدة من الكرة الأرضية التي تعرف يقيناً بأنها من الجنة، وفيها مواقع الحجرات النبوية التي كان يعيش فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أزواجه أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-، وتنزل فيها الوحي الإلهي طيلة ١٠ سنين بلا انقطاع، وتضم قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وقبري صاحبيه، أبي بكر الصدّيق والفاروق عمر بن الخطّاب -رضي الله عنهما- وعن كافّة الآل والأصحاب.إنه يساوي الكثير، تريليونات فوق تريليونات بعملات الدنيا والآخرة، مما لا يعلمه إلا الله، ولا يستطيع إنسان أن يتخيّله، فما بالكم أن الاستثمار فيها بدأ منذ ١٤٤٣ سنة، وسيستمر إلي يوم القيامة، ربما مئات سنين أخرى، أو آلاف من السنين، وهو -أي الاستثمار- مضمون التضاعف في قيمته، كمثل حبة أنبتت ٧ سنابل، في كل سنبلة مئة حبّة، والله يضاعف لمن يشاء، فهنيئاً للصدّيق هذا الاستثمار العقاري، الذي لا أعلم استثماراً آخراً في عظمته، فهل أنتم تعلمون؟.
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّه رغم ذلك؛ يأتي آخرون ممّن يزعمون أنّهم مسلمون، فيشتمون ويلعنون الصدّيق وابنته أمّ المؤمنين عائشة الصدّيقة، وزوجة وحبيبة النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، رضي الله عنهما، والله حسيبهما، والله هو المنتقم لهما، والمقتص من أعدائهما، وويلٌ للشاتمين واللاعنين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store