Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

بِدَّنا الحلّ!!

A A
ما قاله مؤخّراً الأمين العام السابق لحزب الله، صبحي الطفيلي، في البرنامج التلفزيوني (بِدَّنا الحقيقة) لا ينبغي أن يمرّ علينا مرور الكرام، لا سيّما وأنّ فيه جُلّ الصدق إن لم يكن كُلّه.

لقد قال أنّ الحزب هو المسؤول عن تفجير مرفأ بيروت، وأنّه كَذَبَ عندما قال إنّه لم يعلم بوجود نيترات الأمونيوم في عنبر المرفأ رقم ١٢، وإنّ النيترات كانت مُخَزّنَة فيه لنقلها إلى النظام السوري كي يصبّها داخل براميله المتفجّرة فوق رؤوس الشعب السوري وأطفاله ونسائه وشيوخه، وأنّ الحزب يقود سفينة من اللصوص وتُجّار المخدرات، وهو الذي نصَّب ميشيل عون رئيساً للجمهورية بأوامر من إيران، فصَوَّت له النُوّاب بحوافرهم حتّى أصبح مصدر محنة كبيرة للبنان، وأنّ عون مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النُوّاب نبيه برِّي قد نهبوا لبنان الذي أصبح مطيّة لهم يقودها الحزب الذي هو الربّان وحامي الحمى على حساب الشعب اللبناني وعروبته.

انتهى الاقتباس من الطفيلي، والوضع في لبنان يختلف عن الوضع في الدول العربية الأخرى التي لإيران نفوذ فيها، مثل العراق وسوريا واليمن، ووجه الاختلاف هو أنّ حزب الله يسيطر عسكرياً على كامل المشهد اللبناني عكس الدول الأخرى التي ما زالت لحكوماتها سُلْطة وإن كانت غير كافية وغير قوية، كما أنّ للحزب اللبناني امتدادا جغرافيا ويدا طُولى تصل لهذه الدول، والكثير من العمليات الإرهابية التي حصلت فيها كانت بإشراف كامل منه، وهو مثل أخطبوط البحر الأبيض المتوسّط، رأسه في بيروت وأذرعه في بغداد ودمشق وصنعاء.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّ الحقيقة قد قالها الطفيلي، لكن (بِدَّنا الحلّ) وليس الحقيقة فقط، والحلّ هو تدخل عربي ودولي في لبنان، ولو عسكري، فلن يهدأ بال الحزب حتّى يُخرّب كلّ الدول العربية بعد أن خرّب لبنان، وأمينه العام الحالي مطلوب حيّاً أو ميّتاً إن أُرِيدَت السلامة للبنان وكفّ أذاه عن العرب، وعندها تسهل إزاحة مراكز القُوى التي تنهب لبنان، وغير ذلك من الحلول هو من المُسكّنات التي لا تقضي على مصدر الألم وبؤرة السرطان ولن يُجْدِي شيئاً، ويا أمان لبنان الذي كان سويسرا العرب من شرور فارس وميليشياتها الحاقدة والمتربّصة ذات الآيديولجيا الأكثر إرهاباً في التاريخ العربي المعاصر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store