Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

موسم الصقور وبشرى الصقارين

موسم الصقور وبشرى الصقارين

A A
اقترب شهر أغسطس، وبدأ الصقَّارون في أنحاء المملكة بالتشمير عن سواعدهم استعداداً لموسم الصقور، الذي يبدأ بين نهاية الشهر وبداية سبتمبر، حيث تتأهب مزارع الإنتاج وتصدير الفروخ من كل أنواع الصقور، في الاستعداد استبشاراً بهذا الموسم السخي، الذي يتزامن مع كلٍّ من معرض الصقور والصيد السعودي، والمزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور في 25 أغسطس المقبل، الذي يعدُّ البداية والبشارة لكل الصقارين لانطلاقة موسمهم السنوي.

وبين بداية سبتمبر ونهايته، ثم بداية أكتوبر، تبدأ أيضاً بشارة أخرى للصقارين، حيث موسم هجرة صقور الشاهين، وبداية موسم الطرح، التي أيضاً يزامنها مزاد نادي الصقور السعودي في الأول من شهر أكتوبر، وهو

المعنيُّ بالطرح المحلي، الذي يمثل مجالاً واسعاً للطواريح والصقاقير معاً. والطواريح باختصار هم بمثابة موردي الصقور، الذين يعشقون طرحها والتكسُّب منها في نفس الوقت من جانب، ويمارس هوايتها باقتنائها والصيد بها والمشاركة في السباقات من جانب آخر، ويتم بيعها للهواة والمهتمين وعبر المزادات، وعلى رأسها بالطبع مزاد نادي الصقور السعودي، الذي يمثِّل درّة التاج لهذا النوع من المزادات في المنطقة والعالم، حيث يوفر فرصة كبيرة لهم من خلال إمكاناته الضخمة وتنظيمه الدقيق، وما يوفره من تيسيرات وتسهيلات كبيرة؛ من أهمها توفير وسائل التنقل المجاني للطواريح والصقاقير بين كافة مدن المملكة إلى العاصمة الرياض، للمشاركة في المزاد، بالإضافة إلى توفير السكن والضمانات المالية لمبيعات الصقور.

وبعد هذين الحدثين الكبيرين، يأتي مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور بنسخته الخامسة في نهاية شهر نوفمبر، الذي يستمر حتى أواسط شهر ديسمبر، بما يقدمه من سباقات مليونية، ليتواصل استبشار الصقارين بهذا الزخم الكبير الذي يوفره نادي الصقور السعودي في هذا الوقت من العام، ليمنح عشاق تلك الهواية التراثية الأصيلة متنفساً كبيراً لممارسة هوايتهم والاستمتاع بها وأيضاً التكسب منها.

والحقيقة أن نادي الصقور السعودي استطاع منذ نشأته في عام 2017م، أن يحقق الكثير لعشاق تلك الهواية التراثية الأصيلة؛ من خلال تنظيم الصيد بالصقور، وطرح العديد من البدائل للصقارين، ونشر الوعي البيئي، وحفظ تراث الآباء والأجداد، وقد نجح النادي في ذلك بجدارة؛ نظراً لما يلقاه من دعم سخي من القيادة الرشيدة؛ ممثلةً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وتوجيهات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، المشرف العام على النادي، والمتابعة الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية، رئيس مجلس إدارة النادي، الذين لم يدخروا جهداً في دعم تلك الهواية التراثية العريقة، التي تعتبر جزءاً من الهوية الثقافية لهذا الشعب الأصيل.

وتعد هواية الصقارة من التراث العربي التليد، الذي نجحت المملكة في الحفاظ عليه وإحيائه من خلال نادي الصقور السعودي، وما يقدمه من فعاليات وزخم ونشاط كبير لحفظ هذا التراث وإعادته إلى الواجهة بتنظيمٍ وعلمٍ وجدارة.

ولا شك أن بداية موسم الصقور في المملكة يمثِّل حالة من البشارة والبهجة في نفوس الصقاقير؛ حيث تمثل الصقارة حالة عشق خاصة بين الصقارين وصقورهم، خاصة بعد انتهاء موسم (المقيض) خلال الصيف، الذي تحتمي فيه الصقور من حرارة الأجواء كما تستبدل الريش فيه (القرنسة)، وهو الموسم الذي يشعر فيه الصقارون بالوحشة بعيداً عن صقورهم وممارسة هوايتهم، لذلك يحرص نادي الصقور السعودي على تكثيف نشاطه وفعالياته بعد انتهاء المقيض، ليعيد البهجة إلى نفوس الصقارين من خلال هذا الزخم الكبير، الذي تتفرّد به المملكة بين دول المنطقة والعالم، إيماناً منها بأن تلك الهواية العربية الأصيلة هي إرث الآباء، يجب أن يجدده الأبناء ويبني له صرحاً من التطور والازدهار.

عبدالرحمن العابسي

@abdulrahmanabsi

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store