Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

السائح المسلم.. والسائح اليهودي!!

A A
خلق اللهُ النّاسَ وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا، وجعلهم كذلك مختلفين في الدين واللغة واللون، وكلّ شؤون الحياة، لحكمةٍ لا يُحيط بعلمها كاملاً إلّا هو.

والناس مختلفون حتّى في طقوس السياحة، التي بدأت تنشط من جديد حول العالم، بعد أن تقلّصت نِسَب الإصابة بفيروس كورونا، وليته يندثر للأبد.

والسائح المسلم يتميّز عن السُيّاح المعتنقين للأديان الأخرى بأنّه واضح وطيّب الهدف من السياحة، يريد فقط الاستمتاع والاسترخاء بها، ولو ساح في بلدٍ غير مسلم، وكانت فيه آثار إسلامية، لاكتفى بزيارة الآثار، مُستحضراً التاريخ الإسلامي المجيد، ليرويه لأولادهِ وأحفادهِ، سارداًِ لهم العِبَر والمواعظ والذكريات.

و(إسبانيا) هي مثال لما أقول، بآثارها الإسلامية يوم كانت (الأندلس)، فضاعت بسبب تنازع ملوكها المسلمين، وتحوّلهم لطوائف، وفشلهم وذهاب ريحهم، وقد بكى آخر ملوكهم دماً ودمعاً على ضياعها، فوبّخته أُمّه بعبارتها الشهيرة (اِبْكِ كالنساء مُلْكاً لم تحافظ عليه كالرجال)، ومرّ على إسبانيا ملايين السُيّاح المسلمين، وكانوا واضحين وطيّبين الهدف من سياحتهم، لا طمع لهم في أراضي إسبانيا بل سياحة، مجرّد سياحة.

وهناك السائح اليهودي.. المختلف، إذ لو زار بلداً فيه آثار، أو حتّى شبه آثار يهودية، أو حتّى عظام عِجْل بالية ممّا عبده اليهود وأشركوا به، لمال عن هدف السياحة، ولمّح تارةً وصرّح تارةً أُخرى بأنّ اليهود هم شعب الله المختار، وأنّ لهم الحقّ في كلّ أرض وطؤوها ولو منذ آلاف السنين، وهذا ما حصل في فلسطين المحتلّة، وفي المسجد الأقصى وحوله، ولأحبارهم كتب كثيرة تأمرهم بذلك وتحثّهم عليه، وقد تضرّرت دول عربية منهم، وأذكر قبل سنوات أنّ الأردن قبض على سُيّاح يهود يدفنون عملات يهودية قديمة في بعض أراضيه؛ كي يُقال عند اكتشافها ولو بعد سنين، أنّهم كانوا هنا قديماً، ولهم حقّ في الأراضي، وذلكم هو ديدن اليهود.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّ أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا هم اليهود، وهم لا يفترون عن الكذب والتخطيط والتآمر، وتبدو البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، وهذا هو الفرق بين السائح المسلم والسائح اليهودي، ويا أمان العالم، من بروتوكولات صهيون الخبيثة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store