Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

أزمات صحة المدينة.. وذلك المستشفى!

ضمير متكلم

A A
* قبل أسبوع تقريباً تعرض والدي -حفظه الله- لحالة سقوط وهو يتوضأ؛ ولأنّ الحالة مستعجلة، وبحثاً عن الأقرب والأسرع في قسم الطوارئ، كان الذهاب به إلى أحد المستشفيات الخاصة بالمدينة المنورة، وهو الذي بشر بانتقاله لمقرٍ جديد وحديث ومتطور -كما يزعم-، وبعد سلسلة طويلة من الفحوصات والإشاعات والتحاليل التي وصلت قيمتها لنحو (2000 ريال)، كانت النتيجة هو بخير، فلا تقلقوا، هي مجرد رضُوض بسيطة!!.

****

* صدقنا فحوصاتهم وتقاريرهم، ولكن بعدها ولمدة (3 أيام تقريباً) كَان الوَالِد -وهو الذي يبلغ الـ80 من عمره، أطال الله بقاءه بخير، ومتعََه بالصِّحة- يعاني من آلام في ظهره لا تهدأ إلا بالمسكنات، ومع شدة المعاناة كان القَرار بزيارة قسم الطوارئ في مستشفى الحرس الوطني؛ لتأتي الصدمة؛ فهناك كسور في الضلوع، كشفها الإخلاص والأمانة هنا، بينما غَيَّبها في ذلك (المستشفى الخاص) الإهمال، والحرص فقط على التهام المزيد من الأموال؛ أما صحة الإنسان، فلا اهتمام بها، ولتذهب في خبر كان!!.

****

* هذه الصورة ترسم شيئاً من الملامح الحزينة التي تعيشها (صحة المدينة عموماً)؛ فرغم ما تحظى به هذه المدينة الطاهرة من عناية واهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وكذا المتابعة اللا محدود من سمو أميرها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان، وسمو نائبه الأمير سعود بن خالد الفيصل، إلا أنّ شؤونها الصحيّة، الحكومية منها والخاصة، لم ترتقِ أو تواكب ذلك الاهتمام، وتلك الرعاية والمتابعة.

****

* فالمشافي الحكومية محدودة، مع إغلاق (الميقات، والأنصار)، و(معاناة مستشفى الملك فهد من آثار الشيخوخة)؛ وبالتالي فانتظار المواعيد في العيادات الخارجية قد يمتد لشهور، أما أقسام الطوارئ في البقية الباقية من المستشفيات، فمسجونة بتكدس المرضى، لاسيما مساءً، وفي الإجازات الأسبوعية، فيما القطاع الصحي الأهلي في معظمه محدود الإمكانات، إضافة لغلائه في كل تفاصيله ومتطلباته!!.

****

* هذا وفي ظِل تلك الأزمات المستمرة واصلت وزارة الصحة تغيير القيادات في (صحة المدينة)؛ مع أن المشكلة ليست أبداً إدارية، فالسابقون وآخرهم الدكتور محمد الخلاوي، وأيضاً الحاضر الدكتور سامي الرحيلي، نؤكد على إخلاصهم جميعاً، وسعيهم في التطوير، ولكن الوضع خارج صلاحياتهم وقدراتهم، ويتطلب حلولاً عاجلة ومباشرة من (الوزارة)؛ فلعلها تُبَادر؛ فـ(المدينة النبوية وأهلها النبلاء وزوارها الطيبون) يستحقون من العطاء الكثير؛ ليأتي حقيقةً وواقعاً وملموساً ذلك التغيير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store