متحف الفيان.. والتعريف بتراث الباحة

قادتني رجلاي إلى زيارة الباحة، مسقط رأسي وباحة الجمال وعروس الجنوب في وطننا الغالي على قلب الجميع... وجاءتني دعوة من رجل كريم الطبع، جزيل الخصال، داعم لكل إبداع، مخلص لوطنه حدّ الفخر، خادم لمنطقته على طريقته، ففكر وقدّر فأنجز حيث فكّر فحوّل بيته القديم في محافظة القرى ببلدة الأطاولة إلى متحف وقطعة من التصنيفات التي لا تقدر بمال ولا يشبهها أي متحف تراثي بالمنطقة أو الخليج العربي!

هذا الذي جمع بين ثقافتين، ثقافة حرف وثقافة مال بالإضافة إلى تواضعه الجمّ، قال:

أنا لا يهمني ما خسرته من جهد نفسي ومادي على تحويل بيتي القديم إلى متحف فيه أنواع التراث الباحوي والجنوبي من أنفس القطع النادرة، فقد كسبت مزارًا سياحيًا للتعريف بتراث منطقة الباحة.

إن المحاضرة التي أقامها المتحف مؤخرًا للبرفيسور معجب الزهراني في متحف ناصر الفيان، تجلّى فيها عبق الماضي الجميل من زمان الطيبين، وبعد انتهاء المحاضرة تسللت أنا ورفيق دربي خالد محمد إلى أجمل مكان فيه الحُلي بأنواعها، الملابس القديمة، السيوف والجنابي النادرة والثمينة، وكل قطعة تقريبا كتب عليها تاريخ الصنع ومناسبتها... إن متخف ناصر الفيان رغم جماله مكانًا وزمانًا وعبقًا وتراثًا إلا أنه ينتظر وقفة من قبل المسؤولين في المنطقة لتحديد مسار سياحي له ولكافة المتاحف بالمنطقة، ونعلم أنهم لا يألون جهدًا في تذليل كل الصعوبات والمعوقات التي قد تواجه تلك المتاحف.

وأخيرًا...

حبيبتي وحشتيني في قربك والبعاد

في نظرة من عيونك الكحلى السهاد

خذيني معك إلى غيمات ليل السراد

هاكِ راحة يدي وانفثي فيّ مطر جِداد

قلبي فاسكنيه يا ناعسة الطرف العناد

تعالي وخذيني إلى حيث يشاء المراد

أحبك.. أهواك.. اسمك مكتوب في الأكباد