Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

التشهير بأسماء «العنصريين» يردع الآخرين!

A A
أسوأ شيء يمكن يفت في عضد المجتمع والوطن وينال من لحمته ويمزقها هو تفشي فيروس العنصرية بين أفراده، تحية من قلب الوطن الذي ينبض بقلوب القبائل والعوائل والحاضرة والبادية وكل من هم على أرضه على اختلاف مشاربهم وتنوع أنسابه لمن أصدر نظام العقوبة الجديد والرادع لكل من في قلبه عنصرية يتفوه بها على أخيه المواطن أو المقيم، والعقوبة هي سجن وغرامة مالية غير ما يلحق ذلك من عقوبات معنوية مصاحبة تتعدى السجن والغرامة كتسجيل اسمه كصاحب سوابق والتشهير به.

إن تشريع نظام للعقوبة على كل من يثبت عليه انه عنصري شيء جميل جدًا ويوقف كل مخالف عند حده، لكن الإعلان عن أسماء الأشخاص الذين صدرت عنهم العنصرية وأدينوا بها قضائيًا واتخذ بحقهم عقوبة في ذلك فإنه يردع الآخرين فيجب أن يضاف الى ذلك التشهير بهم ففي ذلك عبرة، وربما تختفي العنصرية على الأقل من وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت مرتعًا للعنصرية حتى مست ولاحقت أشخاصا يفتخر الوطن بهم بأعمالهم ومنجزاتهم، فهذه الظاهرة يجب مواجهتها تربويًا من خلال المدارس والجامعات والبيوت وعقابيًا من خلال المحاكم القضائية ليبقى الوطن سليمًا معافى من الكراهية والفرقة وليتحقق عن ذلك الحفاظ على كرامة الإنسان لأنها فوق كل شيء وهو ما علمنا إياه ديننا الحنيف وقرآن ربنا حيث يقول سبحانه تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

إن التمييز العنصري بكل أشكاله ومظاهره يخالف توجيهات ديننا بالإضافة الى ان محاربته وايجاد تشريعات ذات عقوبة صارمة يعزز ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان والحفاظ على هويته الانسانية أن تُمس.

وكلنا يعلم ان القضاء هو الضامن الأول لتنفيذ حقوق الإنسان والذي يتمثل هنا في حفظ حق أي انسان على أرض المملكة من أن يتعرض للعنصرية في جنسه أو لونه أو أهله وعائلته أو مذهبه وديانته وبالتالي من حقه أن يرفع دعوى قضائية ضد من تنمر عليه عنصريًا ويبقى تفعيل أداء عقوبة العنصريين من خلال الإعلان عن أسمائهم كي يرتدع الآخرون.

كما ان تكرار ذلك من العنصري قد يقتضي تكرار العقوبة مع فرض عقوبات اضافية، فالوطن مركب نجاة لجميع المواطنين وضيوفه من المقيمين يرفض أن تتسبب العنصرية في تقسيمه وتشتيت وحدته وتفريق كلمته وعلى كل مواطن أن يعرف ما له وما عليه، فمعظم هؤلاء العنصريين غير أسوياء، لا يدركون خطورة العنصرية على لحمة الوطن، وبعضهم من الهوجاء الذين يرددون ما لا يفهمون كالببغاء، ومنهم من هم دخلاء على الوطن ومدسوسون عليه، فما حلت العنصرية بين شعب إلا أهلكته ولا بين قوم إلا فرقته وهي مصنع الكراهية والتشاحن واستنفار النفوس للبغضاء والعداوات لذلك فمن يتعدى حدوده فيلوك بلسانه أو يكتب ببنانه أو يرسل بجواله كلامًا عنصريًا فإنه يستحق العقوبة ويستحق أن يسجن ويغرم ويشهر به ويوضع اسمه في لوحة العنصريين المنبوذين اجتماعيًا ليبقى المجتمع نظيفًا بعيدًا عن اللوث ومحققًا لقوله تعالى (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُواْ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوٓاْ أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلْأَلْقَٰبِ بِئْسَ الِاسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلْإِيمَٰنِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store