Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

المهمة المستحيلة!!

A A
أحياناً كثيرة يراودني هاجس أتمنّى ألّا يكون صحيحاً، وهو أنّ مجتمعنا بأفراده وجهاته المعنية ليسوا عازمين بما يكفي لتوطين الوظائف في بلادنا، وأنّ مهمّة التوطين تكاد تكون مستحيلة، وعندما أقول (مهمّة مستحيلة) أتذكّر المسلسل التلفزيوني الأمريكي الذي يحمل نفس الاسم (Mission Impossible)، مع فارقٍ واحدٍ، هو أنّ المهمّة في المسلسل تُنجز في نهاية كلّ حلقة رغم صعوبتها، وما يرافقها من مُتعة (وأكشن) ومغامرات.

وبالأمس بعث لي صديق بمقطع لبرنامج تلفزيوني يُبثّ من دولة عربية، ويستضيف أحد مسؤوليها في حوار عن البطالة في تلك الدولة، وكم فاجأني وأزعجني وهالني أنّ الرجل يتكلّم عن توظيف بني جلدته في المملكة بسهولة فائقة، وكأنّ في يديه مصباح علاء الدين، يمسحه بيده فيقول له عفريت الوظائف: شُبّيك لُبّيك عبدك بين يديك، وليس هذا فقط، بل يقول إنّ كثيراً من بني جلدته قد توظّفوا بلا سابق خبرة، ممّا هي عائق فقط أمام مواطنينا ومواطناتنا للتوظّف، بمعنى أنّ بني جلدته يتخرّجون من هناك ويتوظّفون هنا بطرفة عين، بتأشيرة سريعة، ورحلة جوية أسرع، ووظائف هي الأسرع.وأنا لا أعترض على توظيف الأجانب، لكن بقدر، والقدر هو أن تكون الأولوية للمواطنين والمواطنات، وما زاد عن حاجة المواطنين والمواطنات فهو مُتاح لغيرهم، كما يحصل في كلّ الدول، وأن تُشرّع وتُنفّذ هذه الأولية بصرامة بالغة لا تجاوز فيها ولا هوادة، وأن تُراجع الزيادة عن الحاجة لتحديد نسبتها، بما يضمن تفوّق نسبة «التوطين» دائماً على نسبة «الأجنبة» في الوظائف، لكافّة القطاعات في البلاد.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّه وكما يُحبّذ في ديننا الحنيف أن يفعل المرء المعروف في أهل بيته قبل غيرهم، فيُشبعهم بالمعروف، ثمّ يُشبِع غيرهم خارج البيت إن شاء، وأنّ أهل بيته مُقدّمون في إسداء المعروف لهم، فكذلك هي الوظائف الشريفة التي هي من المعروف، بل أطيب المعروف، لأنّها تجعل الحياة كريمة، وتنقل المواطن من حالة العوز إلى حالة الاكتفاء.

ويا أمان المواطنين والمواطنات العاطلين والعاطلات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store