Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الصورة الأولى.. للوجه

الصورة الأولى.. للوجه

A A
اللحظة القابلة للنسيان بمرور الوقت تبهت التفاصيل وتخفت الألوان وتبقى بين إمكانية العثور عليها أو فقدانها، فتذهب إلى التلاشي ببطء عبر انتقالها إلى خانة الماضي القريب وتدريجياً يحدث النسيان ويستحيل اليقين بأنها حدثت، والشعور بمرارة خسارتها لأن التذكر يتناسب طردياً مع القدرة على التنبه والعودة الكاملة إلى ما سبق الوصول إليه، جميعها حفزت هيئة الفنون البصرية التابعة لوزارة الثقافة على ابتكار طريقة عملية للحفظ والثبات والبقاء بضغطة زر ونقرة أصبع من خلال إطلاقها مطلع شهر أغسطس الحالي الجائزة الأولى من نوعها في مجال التصوير الفوتوغرافي "جائزة المملكة الفوتوغرافية"، وهي مبادرة ثقافية رائدة تسعى لتشجيع الاستكشاف الفوتوغرافي والإبداعي وتعزيز التبادل الثقافي بالمملكة، في سبيل إلهام المصورين المحليين والدوليين لاكتشاف وتصوير طبيعة المملكة الأخاذة والمتنوعة.

تجربة مركزة ومكثفة تتخذ أسلوب الفرد في خدمة المكان والإنسان باعتبار أن الصورة عمل شخصي يتحول إلى نشاط مجتمعي، رحلة جماعية يقودها المصور ويتكفل بتأمين الوصول لمعايشة ما يراه لأن العدسة باب المشاركة، مجسدة ذلك "جائزة المملكة الفوتوغرافية" المركزة في الدورة الأولى على محافظة الوجه التابعة لمنطقة تبوك في شمال غرب المملكة، لما تتميز به 'الوجه' من شواطئها النقية وإرثها العمراني مما يجعلها وجهة مميزة. علماً أن المسابقة ستقام بشكل سنوي وتهدف في المقام الأول إلى تشجيع المصورين السعوديين والمقيمين والعالميين لاكتشاف المناظر الطبيعية في المملكة والتقاط الصور الإبداعية، وكذلك تعزيز التبادل الثقافي والفني داخل المملكة وخارجها بالتوازي مع تبادل الخبرات في فنون التصوير الفوتوغرافي من خلال تكوين الشراكات العالمية المتخصصة، إضافة إلى استهداف بعض مناطق المملكة التي تزخر بمناظر طبيعية وعمرانية باهرة وتوثيقها بالعدسة الفوتوغرافية.

FY2fT-dWAAAn3_C



دعوة واستجابة لأول ما يظهر في المشهد ويجذب الانتباه ويستحق أن يكون الصورة الأولى "الوجه"، محاكاة واقتباس وحالة من الإحساس الإنساني التمازج مع المكان بكل أبعاده على اتساعها ومكوناتها بفضل فرادتها في الانصات لها وملاحظة تعابيرها، ملامح يمكن تشكيلها من خلال عدسة المصورين المحليين السعوديين والمقيمين، والمحترفين العالميين لاكتشاف جمال المناظر الطبيعية في محافظة الوجه، والتقاط الصور الإبداعية ضمن فئات "جائزة المملكة الفوتوغرافية" الثلاث الرئيسية، وهي: التصوير تحت الماء، تصوير امتداد الساحل وطبيعته، تصوير البيئة العمرانية. وذلك عبر مسارين تقدمها الجائزة أولها منحة المملكة للتصوير الفوتوغرافي الاحترافي؛ والمتمثل في دعوة المصورين المحترفين والخبراء المتخصصين من جميع أنحاء العالم للتقديم على المنحة، كما أنه مصمم لإنشاء أرشيف فوتوغرافي احترافي لمنطقة الوجه. والمسار الآخر موجه إلى اكتشاف المملكة للتصوير الفوتوغرافي؛ عبر دعوة المصورين الناشئين في المملكة العربية السعودية، ليكون لهم حظ التفاعل مع المصورين المحترفين من خلال الورش التدريبية والدروس والدورات الاحترافية.

قيمة وأهمية "جائزة المملكة الفوتوغرافية" تتضح من خلال المنتجات الفنية والإبداعية حيث سيقام معرض ختامي مشترك تنظمه هيئة الفنون البصرية لعرض الأعمال النهائية للمصورين الفائزين، مع تكريم الفائزين المبدعين الذين شاركوا في الفئات الرئيسية الثلاث في مسار مسابقة اكتشاف المملكة للتصوير الفوتوغرافي بجوائز يصل مجموعها إلى 400 ألف ريال سعودي. ومن جانب آخر بالأثر المعرفي خاصة وأن الصور ستخضع لعمليات ترشيح وتقييم من لجنة تحكيم رفيعة المستوى تتضمن خبراء في المجال وثلاثة فائزين من مسار منحة المملكة للتصوير الفوتوغرافي الاحترافي؛ لاختيار 21 مصوراً من مختلف مناطق المملكة للسفر إلى محافظة الوجه في رحلة تمتد لثلاثة أيام لتصوير المنطقة وبدء ورش العمل التدريبية، بمشاركة الفائزين في مسار المنح من المصورين المحترفين. وتأتي الجائزة من منطلق حرص الهيئة على تشجيع المواهب المحلية والعالمية في مجال التصوير الفوتوغرافي بوصفه أحد أشكال الفنون البصرية، ومستثمرة في الشراكة مع المبدعين من مختلف أنحاء العالم وبما يهب الذاكرة الفنية ألقاً جاذباً والقدرة على أن يكون تذكرة سفر إلى مختلف مناطق المملكة وبوابة عبور إلى كل مكان.

FY2fT-bXwAA_Cpv



contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store