Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جفاف نهر الراين.. النقل عن طريق البر والسكك الحديدية في ألمانيا

جفاف نهر الراين.. النقل عن طريق البر والسكك الحديدية في ألمانيا

A A
ذكرت مصادر رسمية ألمانية أن ارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف وقلة هطول الأمطار أدى إلى زيادة انخفاض مستويات المياه في نهر الراين، كما تسود مخاوف من كارثة بيئية بفعل فاعل أدت إلى نفوق الأسماك على الحدود الألمانية البولندية.

يواصل منسوب مياه نهر الراين في ألمانيا التراجع، حيث أبلغت السلطات عن انخفاض بنحو 6 سنتيمترات وبحسب بيانات الهيئة المسؤولة عن الممرات المائية والشحن في ألمانيا (جي دي دابليو إس)، فإن مستوى المياه في منطقة كاوب بولاية راينلاند-بفالتس، وهي منطقة مهمة لقطاع الشحن النهري، يبلغ الآن 36 سم، ولا تستبعد الهيئة أن ينخفض المنسوب إلى30 سم بحلول بعد غد الاثنين.

وتعاني سفن الشحن والركاب من انخفاض منسوب المياه في نهر الراين منذ عدة أسابيع. وبحسب بيانات الهيئة، بلغ منسوب المياه في كاوب 42 سم أمس الجمعة، أي أقل بنحو 5 سم مقارنة باليوم السابق.

وكانت السلطات أعلنت مؤخرا أن صنادل المياه الضحلة لا يزال بإمكانها الإبحار في النهر بمستويات مياه تتراوح حوالي 30 إلى 35 سم. وصرح مسؤول في هيئة (جي دي دابليو إس) لصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" أمس الجمعة أنه ليس من المرجح أن تتأثر بهذا الانخفاض في منسوب المياه سفن الشحن النهرية، وقال: "استمرار الجفاف الشديد يمكن أن يؤثر نظريا على القدرة على الملاحة. لكنني لا أعتقد أن ذلك محتمل".

وقد تضطر السفن إلى حمل حمولة أقل بكثير عندما يكون مستوى المياه منخفضا، ما يعني أنه سيكون من الصعب نقل الفحم والنفط على نهر الراين، وقال المسؤول: "سيتعين في هذه الحالة نقل الكثير عن طريق البر والسكك الحديدية". ويتجه نهر "الراين" لأن يصبح غير سالك بشكل فعلي، عند نقطة عبور رئيسية في ألمانيا، ، حيث تؤدي المياه الضحلة، على طول النهر إلى تقييد شحنات منتجات الطاقة والسلع الصناعية الأخرى.

وكان ممثل عن المعهد الاتحادي الألماني لعلم المياه قد ذكر في وقت سابق أنه في هذا المستوى من المياه، يصبح من غير الاقتصادي للمراكب التي تنقل كل شيء من الوقود إلى الحديد أن تعبر عند هذه العلامة.

يشار إلى أن بعض أنواع المراكب، التي تنقل بعض السلع على الأقل، ستظل قادرة على المرور عبر بلدة "كاوب" حتى مع هذا المستوى المنخفض للمياه. وتشهد مدن أوروبية عدة درجات حرارة تزيد على الثلاثين، ما يزيد الطلب على التبريد ويفاقم الأحوال الجوية شديدة الجفاف التي أدت إلى وضع قيود على استخدام المياه.

وتعد موجات الحر المتكررة بشكل متزايد في أوروبا تذكيرا صارخا بأزمة التغير المناخي الآخذة في التكشف، حيث من المتوقع أن تصبح درجات الحرارة المتطرفة أكثر شيوعا فيما يواصل العام حرق الوقود الأحفوري.

وفي سياق منفصل طفت آلاف الأسماك النافقة فوق مياه نهر أودير في ألمانيا وبولندا ما يعزز مخاوف من "كارثة" بيئية في المنطقة حيث دعي السكان لعدم الاقتراب من المياه. وتنتشر الأسماك النافقة في بحيرات بالقرب من بلدة شفيدت في شرق ألمانيا ومن المتوقع أن تيارات المياه نقلتها من بولندا حيث تم اكتشاف الحالات الأولى من قبل السكان والصيادين في 28 تموز/يوليو الفائت. واتهم مسؤولون في ألمانيا تفاجؤوا بوصول أعداد كبيرة من الأسماك النافقة، السلطات البولندية بعدم اعلامهم مسبقا بالأمر. وأعلنت الشرطة البولندية السبت عن مكافأة بقيمة 210 آلاف يورو لمن يتمكن من العثور والابلاغ عن الجهة التي لوّثت النهر. وتنتقد الحكومة البولندية اليمينية الشعبوية بشدة لكونها لم تتخذ قرارات مبكرة بتطويق موقع الكارثة.

وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافتسكي الجمعة "في البداية اعتقد الجميع بأن المشكلة محلية". وأقر بأن "التلوّث منتشر بشكل كبير، بما يمكننا من القول إن أودير يلزمه سنوات ليسترجع وضعه الطبيعي". كما أوضح "الأرجح ان كميات كبيرة من النفايات الكيميائية تم إلقاؤها في النهر رغم الوعي بالمخاطر وتبعات ذلك". من جانبها طالبت وزير البيئة الألمانية شتيفي ليمكه بفتح تحقيق شامل لتحديد الأسباب التي ادت إلى هذه "الكارثة البيئية".



contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store