Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

عودة الأصنام!!

A A
لا يُشْرِكُ المُشْرِكون بالله خُطوةً واحدةً، بمعنى أنّهم ينحدرون على سلالم الشِرْك خُطوةً خُطوة، وهذا من حبائل إبليس، إذ يُزَيِّنُ لهم الشِرْكَ رُويداً رُويدا فيقعون فيه ويهلكون، إلّا من قدّر الله لهم الهداية والفرار إلى التوحيد الذي هو سبيل النجاة في الدنيا والآخرة، ولا سبيل سواه.

كمثال من التاريخ: كان ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر رجالاً صالحين في زمن النبيّ نوح عليه السلام، وكان لهم أتباعٌ يقتدون بهم، فلما ماتوا جعلهم إبليس يصوّرونهم بِزَعْمِ أنّ الصور تُشوّقهم إلى عبادة الله، ثمّ جعلهم يُغالون فيهم، وأنّه بهم يُرزقون ويُسعدُون، وبهم يُعافُون ويُسْقَون المطر، فصنعوا لهم أوثاناً إضافةً للصور، وشيئاً فشيئاً عبدوهم من دون الله هم وأحفادهم، وعاهدوا أنفسهم ألّا يتركونهم لأنّهم آلهة، وهكذا بدأت عبادة الأصنام، وظهر للوجود الشِرْك الذي يغفر الله الذنوب جميعاً إلّا إيّاه، ويا أماننا منه.

ولأنّ الشِرْك هو الشِرْك في كلّ العصور والأزمان، ولأنّ إبليس الحاضر هو إبليس الماضي وهو إبليس المستقبل حتّى يرث الله الأرض ومن عليها، فإنّ ما يحدث الآن من توجيهٍ من إبليسٍ وتلامذته المُخلِصين له وهم المُلالي المُعمّمين في إيران والعراق للسُذّج ممّن يصفون أنفسهم بأنّهم أتباع أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بتصويرهم وصناعة أصنامٍ لهم ومناجاتها والتبرّك بها والسجود لها ودعائها هو بالضبط ما فعله أتباع ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، وليس هناك اختلاف بينهم ولو أبسط اختلاف.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّ التوعية بالشِرْك والدعوة لاجتنابه هما واجب على كلّ مسلم ومسلمة، فالأمر بِجِدّ خطير، وهو ذنب عظيم لم يبعث الله الأنبياء عليهم السلام إلّا للنهي عنه، وتوحيد الله الواحد الأحد، وما دُمِّرت الأرض إلّا بالشرك بالله، وما عُمِّرَت إلّا بتوحيد الله، فهل من متّعظ؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store