Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

زلزال الباحة!!

A A
ربّما بسبب وقوع الأحداث الساخنة حول العالم، مرّ علينا الزلزال الذي وقع في منطقة الباحة مروراً سريعاً، خصوصاً لدى عامّة النّاس وغير المختصّين في الجيولوجيا وعلوم الكرة الأرضية.

وساعد على ذلك درجة الزلزال البسيطة على مقياس ريختر الذي تُقاس به الزلازل، رغم شعور سُكّان المناطق السكنية بها، إذ كان أشبه بهزّة أقرب منه للزلزال المُدمِّر، وكان سببها تأثير قوى الشدّ في وسط البحر الأحمر، التي ينتج عنها إجهادات تكتونية تنتقل إلى القشرة الأرضية بالمناطق المجاورة للبحر، ممّا يتسبب في إعادة تنشيط الغوالق المتواجدة بالقشرة الأرضية، حسب إفادة هيئة المساحة الجيولوجية.

والمُلفِت للنظر هو مدى التعاطف والتفاعل الكبيريْن للمجتمع السعودي بكلّ طوائفه مع منطقة الباحة في باقي مناطقنا الأخرى الاثنتي عشرة، واستعداد رسمي وشعبي ضخم بها فيما لو حصلت -لا قدّر الله- خسائر مادية وبشرية، وهذا يُؤكّد الاندماج الوطني المطلوب، والروح السعودية الوثّابة للمساعدة التي توُهب للمتضرّرين من الزلازل في الخارج، فما بالكم في الداخل السعودي الآمن بحول الله.

ولأنّ منطقة الباحة تعرّضت سابقاً لنشاط زلزالي صغير من حيث القوة الزلزالية، ولأنّ منطقة البحر الأحمر في العموم تقع ضمن حزام زلزالي قديم ينشط بين الفينة والأخرى، فلعلّ من المُستحسن لنا مراجعة وتحديث وتحسين إجراءات السلامة ضدّ الزلازل في مواصفات البناء، ومعايير مواجهة الكوارث الطبيعية، وتوفير ملاجئ آمنة، وتأهيل شبابنا وشابّاتنا لهذا النوع من العلوم التخصّصية التي لا غنّى عنها في كلّ دولة، لا سيّما وأنّ كثيراً من المشروعات التنموية تُنفّذ على ساحل البحر الأحمر، وفي عُمْق برِّه، وفي كافّة الأراضي والبحار السعودية.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بالدعاء أن يحفظ بلادنا من الكوارث وأسبابها، ومن أعدائها المتربّصين بها، وزادها الله أمناً وأماناً، ورفاهيةً ورخاءً، وطاعةً وعبادة، فهي البلد الأمين، والوطن القدوة لكلّ المسلمين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store