Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

سفاراتنا.. لا تكفي المتابعة

ضمير متكلم

A A
* ما إن يقع (أي مواطن) في دائرة أزمة أو حادثة خارج (الوطن)؛ إلا ونجد (السفارات السعودية) سبَّاقة في رصد حالته، والعمل على معالجة أزمته، وهي تعلن وتُردِّد: (نتابع باهتمام)، وهذا وإن كان يأتي ضمن مسؤولياتها، لكن مبادراتها الدائمة وجهودها الكبيرة في هذا الإطار، تستحق الشكر وصادق التقدير.

*****

* ثم بالتأكيد (السفارات السعودية وملحقياتها المختلفة) لها نشاطات أخرى وكبرى في سعيها لتعزيز علاقاتنا الخارجية مع الدول في مختلف القارات؛ ولكن ما أدعو له وأتطلع إليه، تكرُّمها بالاهتمام أكثر وأكبر وأشمل بالبرامج والمبادرات الثقافية والإعلامية؛ التي تُعرِّف الشعوب بأطيافها كافة بـ(المجتمع السعودي) الطيب المُحب للغير، والمتعايش معه، وتسليط الضوء على (الوطن): تاريخه وحضارته، وما يشهده من نهضةٍ تنموية، ورؤى مستقبلية طموحة، وما يُقدِّمه من عطاءات دائمة في البحث عن خير البشرية.

*****

* وتحقيق تلك الأهداف الرائدة والمهمة يُنادي بمشروعات ثقافية وإعلامية نوعية، تستثمر جميع أدوات وقنوات الاتصال، ومن المقترحات في هذا المجال: إقامة (السفارات) لمعرض دوري، إن لم يكن دائمًا، يرسم بالعروض المرئية والصور والندوات والمحاضرات؛ ملامح من تاريخ وموروث وطموح (مملكة الإنسانية)، وسمات مجتمعها النبيل.

*****

* ولذات الغرض، لابد من إنتاج أفلام أو برومات قصيرة بلغة البلد الذي تسكنه (السفارة السعودية)، مع العمل على نشرها في القنوات والمنصات الرقمية الأشهر، وهناك استقطاب المثقفين والإعلاميين المؤثرين حتى لا يكونوا يوماً تحت تأثير إعلام معاد من هنا أو هناك، وليكونوا أصواتاً وأقلاماً تُدافع عن (وطننا)؛ وذلك من خلال فتح قنوات تواصل معهم -وفق الأنظمة- ليروا دائما الصورة واضحة دون شوائب أو زيف، مع سرعة نقل الحقائق إليهم في شتى القضايا والأحداث.

*****

* ومن الأدوات الرئيسة التي يمكن لـ(سفارتنا) القيام بها لمد جسور التواصل الثقافي والإعلامي مع الخارج: المشاركة الفاعلة في المعارض والمناسبات الكبرى التي تقام في كل دولة، واستثمارها للتأكيد على حضارة (بلادنا) ونهضتها، ومواقفها العادلة والصادقة، أيضاً هناك الإفادة من زيارات علمائنا ومثقفينا باعتبارهم قوة ناعمة لابد من استثمارها جيداً، للوصول لمختلف الأطياف.

*****

* أخيراً، هذه نماذج من البرامج والمبادرات الثقافية والإعلامية، التي أرجو أن تعمل عليها (سفارات المملكة وملحقياتها)، بحثاً عن تواصل وثيق وفاعل مع المجتمعات الأخرى؛ على أن يكون ذلك ضمن استراتيجية واضحة برسالتها وأهدافها وبرامجها وأدواتها ومؤشرات أدائها، ويشرفني جداً المساهمة في رسم تلك الاستراتيجية، ويبقى تأكيدي وتثميني لعطاءات (سفاراتنا ومنسوبيها) وتميُّزها في خدمة (الوطن).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store