Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

عبدالقادر البكري.. ابن طيبة البار

A A
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام «اذكروا محاسن موتاكم»، وهناك من العباد من اختصهم الله لقضاء حوائج الناس، ومراعاة فئات محددة في المجتمع ماديًا ومعنويًا واجتماعيًا، ومن الشخصيات الاجتماعية التي كانت تعمل بصمت في هذا المجال الشيخ عبدالقادر البكري وكان له اهتمام خاص في المشاركة في رعاية ثلاث فئات في المجتمع هي الأيتام والأرامل والمسنين، والسيد عبدالقادر رحمه الله تعالى عمل في السلك الدبلوماسي كسفيرًا للمملكة لسنوات في عدة دول أوروبية وافريقية، وهو ابن من أبناء طيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، ولد فيها ومنها انطلق للحياة كرجل عصامي بنى نفسه بنفسه بعد توفيق الله له فأتاه الخير من كل جانب.

عرفته بداية من خلال صداقة ابنه زهير عند دخولي كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز التي حولت بعدها الى كلية العلوم، وبعد ذلك تعرفت على ابنيه غسان وهاني ومع أن ابناءه من المتميزين علميًا إلا أنه أراد أن يستثمرهم في إدارة أعماله الخاصة، فكانوا له نعم العون والمعين في تسيير أعماله وشركاته، وفعلا كانت خطوة ناجحة منه، والحقيقة أن مثل هذا التوجه قليل ما نجده عند أرباب ورجال الأعمال لأن قيام أصحاب العمل على أعمالهم يكون سببًا في مزيد من العطاء.

لقد عرفت في شخصية الشيخ عبدالقادر جدية متناهية في تربية أبنائه وفي عمله وجدية كذلك في حياته كلها وهو مهيب عند لقائه لكن ينتهي بك المطاف عند توديعه ببساطة تعامله وقربه من نفسك، لمست ذلك منه بزيارة عابرة له لذلك جاء أبناؤه على قدر عال من التربية والاهتمام واكتسبوا منه الخلق الرفيع والأدب الجم والتعامل الحسن، وعندما أغناه الله من فضله ووسع له في رزقه أول ما تذكر مدينته الأولى التي ولد بها ومحبوبته طيبة الطيبة فبادر بتبني مشاريع خيرية بها كجمعية دار السعادة لرعاية المسنين حيث كان رئيس إدارة هذه الجمعية وغيرها من العديد من الأعمال الخيرية مثل المشاركة في رعاية بعض الأيتام والأرامل وكذا على مستوى منطقة مكة المكرمة حيث كان عضوًا في جمعية رعاية الأيتام ويذكر له هذا جيدًا الصديق الأستاذ إحسان طيب مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة سابقًا.

والجانب الآخر الذي تميز به السيد عبدالقادر رحمه الله تعالى عن غيره هو مشاركته الاجتماعية والشخصية في فعاليات الأعياد والمناسبات الموسمية للأيتام مثل الإفطار معهم وتوزيع الهدايا والعيديات وهو عمل مقرب لنفسه وليس ذلك الا حبًا من قلبه للأيتام بل وزرع هذه الخصلة في كل من يعرف من قرابته وأصدقائه، وله أيادٍ بيضاء منها ما نعرفه وما لا نعرفه فهو رجل من رجالات الخير حتى لقب بصاحب النشاط الخيري والأمل معقود بعد الله في أبنائه لمواصلة هذه الأعمال الخيرية ولتمتد هذه الأعمال إلى العمل الخيري الصحي ورفع المعاناة خاصة عن المرضى الأطفال المصابين بسرطان الدم والفشل الكلوي ويحتاجون من يرفع الألم عنهم، وغيرها من الأعمال الخيرية المتعددة التي عرفت في وطننا الغالي والتي بسببها تنزل علينا الرحمات من الله.

رحم الله السيد عبدالقادر البكري فقد كان قدوة ونموذجًا في العمل الخيري وجعل الله ذلك في سجل أعماله، والعزاء لأهله وأبنائه وجميع أقاربه وكذا العزاء لدور الأيتام والأرامل والمسنين الذين بلا شك يتذكرونه جيدًا، وجعله الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store