أشهر بساتين المدينة
وأضاف أن بعض البساتين والمزارع في المدينة المنورة مازالت تعرف بأسماء من كانوا مالكيها في ذلك الزمن مثل:
- بستان «سوالة» في قربان الذي كان يملكه الصحابي عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وما زال موجوداً وهو غني بالنخيل.
- بستان وبئر عثمان بن عفان رضي الله الواقع في حي الأزهري شمال غرب المدينة.
- وفي حي العوالي مزرعة «الفقير» الذي غرس به الرسول صلّى الله عليه وسلّم النخل لعتق سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه، وأخرجت ثمرها بعد عام.
رفاهية غير مألوفة
وأشار أن هذه البساتين وغيرها مازالت قائمة ولها بعد تاريخي ولكن بدأت تتقلص وتختفي بين العمران، وأما المزارع الأخرى قد اختفت وأزيلت، ولم يبق في المدينة المنورة إلا بعض المزارع جهة قباء وأجزاء من العوالي، ومن المعلوم أن تلك المزارع كان لها دور في العديد من النواحي سواءً الاقتصادية والاجتماعية فالناحية الاقتصادية هي مورد لأهلها والعاملين فيها أما من الناحية الاجتماعية يتضح في تلك العادات التي كانت تعطي طابعا خاصا لأهل المدينة.
وبين ان العديد من أهل المدينة المنورة وزائريها وإلى فترة قريبة يتذكرون تلك البساتين والمزارع وأن لها دور خاص في الحياة الاجتماعية.
ويصف أحد الرحالة الأوربيين الذين زاروا المدينة في القرن الثالث عشر الهجري عن تلك الرياض الخضراء التي على طريق قباء قائلا: لقد كان الهواء عليلاً معطراً فالنسيم المشبع بشذا العطر يعيد رفاهية غير مألوفة في الحجاز لقد كان النسيم الذي استمتعت به قد مر عبر بساتين النخيل حيث الأزاهير الغضة والأوراق الخضر للنباتات الوارفة، لقد اعتراني في عز الصيف الإحساس بكل المعالم الجميلة لفصل الربيع ولا شيء أكثر بهجة للأذن من تغريد الطيور الصغيرة وتلحينها فألحانها الجميلة المألوفة للأذن ألفة حلوة أو صوت رشرشة الشلالات الصغيرة المنسابة من العيون عندما تتلقاها ونجمعها في الأواني الخشبية أو الموسيقا التي تعزفها السواقي.