Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

الزوجات واختلاف الدرجات!!

A A
تصنف الزوجات على درجات حيث وهب الله كل واحدة منهن صفات وميزات، فالدرجة الأولى (العليا) من تكون ذات دين وجميلة وذات حسب ونسب وصاحبة مال، فهذه جمعت الخير من جميع أطرافه فلا يعلى عليها وهي نادرة الوجود، وهناك من تكون ذات دين وجميلة وذات حسب ونسب وليس لديها مال، والبعض ذات دين وجميلة وغير ذات حسب ونسب وليس لديها مال، وهناك من هي ذات دين وغير جميلة وغير ذات حسب ونسب وليس لديها مال، وبعضهن تكون جميلة فقط ولا تتصف بأي من الصفات الثلاث الأخرى، وهناك من تكون ذات مال فقط ولا تتصف بأي من الصفات الثلاث الأخرى، والبعض ذات حسب ونسب فقط ولا تتصف بأي من الصفات الثلاث الأخرى، والنوع الأخير من لا تتصف بأي من الصفات الأربعة، فأي من هذه الدرجات (الزوجات) الأكثر انتشارًا؟

والتفاوت في الدرجات هو فضل من الله سبحانه وتعالى ليس للانسان فيه منة كما جعل الله هناك تفاوت في درجات الإيمان والعلم كما قال تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) حتى في درجات الاختبار هناك الممتاز وهناك الجيد جدًا وهناك الجيد وهناك المقبول وهناك الراسب ودرجة الرسوب في الزوجات من لا تملك أي من الصفات الأربعة، ولكل متزوج لا محالة له ما قدر له عند الزواج من هذه الصفات الأربعة فهي نصيبه فهناك من تكون زوجته ذات دين ونصف جمال وثلث حسب ونسب وربع مال وهناك من تكون زوجته ذات نصف دين وجمال كامل وربع حسب ونسب وثلث مال وهذا التفاوت وكل يعيش ويقنع بما كتبه الله له.

أما الرجل فالمطلوب فيه حاجتان في المواصفات أن يكون صاحب دين وعلى خلق عال، فالرجل مطلوب منه ألا يظلم أو يتعالى أو يتنمر على زوجته أو يكون خلقه ضيقًا فلا يصبر ويجب أن يكون شجاعًا في المواقف المعنوية والمالية وأن يكون في مرتبة خادم لأهله وأولاده وبناته فليس له عليهم فضل الا بالقيام على خدمتهم وبما فضله الله عليهم من أخلاق تجعل منه رجلاً، لذلك كانت وصية سيدنا محمد عليه السلام: «من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» فالدين وحده لا يكفي وإن صلى وصام وقام الليل وعبد الله كثيرًا ولم يكن يتمثل بالأخلاق في نفسه وبين أهله ومجتمعه فلا يصلح أن يكون زوجًا، ومن حق المرأة أن تطلب في الرجل ما يطلبه فيها من درجات الدين والجمال والمال والحسب والنسب وهو أمر مشروع لها، المهم في النهاية أن يعيش الاثنان فيما كتبه الله لهم من درجات الحياة وتكون حياتهم سعيدة إذا نظرا إلى بعضهما سرَّ كل واحدٍ منهما الآخر واذا افترقا حفظ كل واحد منهما غيبة الآخر، وعند تقدم السن والكبر ينطفىء الجمال وتذهب جاذبيته ولا ينفع الحسب والنسب عند توديع الحياة ولا يرد المال العافية إن أعي المرض صاحبه ولا يبقى نافعًا بعد الله إلا الدين ورضا الله وتحقيق مرضاته فهو الذخر في الدنيا والآخرة فلذلك قال عليه السلام (فاظفر بذات الدين تربت يداك).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store