Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

تنبؤات عكاشة السياسية عن الحرب العالمية

A A
كلنا نعرف توفيق عكاشة الإعلامي المصري والمحلل السياسي صاحب قناة الفراعين الذي يمتاز بنبرة حادة في حديثه والذي كان يوصف دائمًا بأنه يدخل أنفه في كل القضايا بشكل أو بآخر وأنه يتعالى على الآخرين وينظر إليهم بفوقية خاصة في ما يحلله من الأمور المحلية والعربية والعالمية لدرجة أنه كان يوصف بالسياسي المجنون لما يقدمه ويقترحه من آراء بعيدة النظر وقد حير الناس في ما طرحه من آراء سياسية في ما يخص الحرب العالمية قبل سبعة سنوات ويمكن العودة إلى فيديوهات سجلت له عام 2015 يتحدث فيها عن توقعاته عن الحرب الروسية الأوكرانية وعلاقة الصين وأمريكا في ذلك وكأنه يصف واقع اليوم، ومما قاله إن ما سيحدث مستقبلاً في تلك المنطقة سيكون فتيل اشتعال الحرب العالمية، فهل كان عنده بعد نظر إلى هذا الحد؟ أو أنه يملك دراسات سياسية إلى الحد الذي جعلته يكتشف مستقبل الأحداث؟ أو أن كل ذلك كان خبطة عشوائية؟

البعض يذكر أن ذلك نوع من أنواع معرفة واكتشاف المستقبل بالتحليل والدلائل المعرفية (استشراف المستقبل) التي تقود إلى الاستنباط، وفي هذه الحالة يمكن أن يصنف ذلك علمًا متخصصًا في الدراسات الإستراتيجية فإذا كان الأمر كذلك فأين السياسيون عن ذلك؟ فالأمر لما تحدث به عكاشة محير فعلاً.

ومن يتتبع كيف بدأت الحرب في أوكرانيا وتصاعد تفاعلها ومن يقف خلفها وما ترتب عليها من تصاعد أزمة الطاقة ووضع دول أوروبا واستغلال أمريكا لأزمة الطاقة لتفتعل خصومات مع بعض الدول المنتجة للبترول يدرك شيئًا مما أشار إليه عكاشة من دخول الدول العربية للحرب، وأن هناك تعنتًا من بوتين يقابله هدوء وتخطيط وإستراتيجية من أمريكا وغباء من دول أوروبا خاصة رئيس أوكرانيا الذي يتوقع حربًا عالمية ثالثة في أي وقت.

إن تصاعد الأزمة بما أصبح يشبه الوضع السياسي القديم وهو التنازع والصراع بين القطبين، بين معسكر الشرق المتمثل في روسيا ومعضداتها الصين وكوريا الشمالية ومعسكر الغرب المتمثل في أمريكا والدول الغربية قد يؤدي فعلاً إلى حرب عالمية ثالثة وغالبًا ما تكون نووية ونهايتها دمار وهلاك للعالم لا سمح الله، ولن يكون العالم العربي في منأى عن آثارها السيئة كما ذكر ذلك توفيق عكاشة في تحليله، والعجيب أن مما ذكره أن الانتصار في هذه الحرب سيكون حليف من سيكون العرب في كفته ومعه ومع أن ما ذكره من تنبؤات سياسية هي عصارة قراءته وفكره السياسي وذكرها قبل سبعة سنوات وهي اليوم تظهر بوادر لها بل بدأت تتضح معالمها فإن المهم بمكان التركيز في الأقسام السياسية على هذا النوع من الدراسات التي تستشرف المستقبل ليس فقط في القضايا الكبيرة إنما كذلك في العلاقات الدولية والترابط الدولي الإقليمي والعالمي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store