* الأسبوع الماضي كان موعد توزيع مجلة (فرانس فوتبول الفرنسية) لجوائزها الذهبية العالمية، المخصصة لأفضل اللاعبين والفرق في (كرة القدم)، وما لفت نظري في نسخة هذا العام استحداث جائزة تحت مسمى (سقراطيس) في مجال التزام اللاعبين بـ(الأعمال المجتمعية والخيرية)، التي فاز بها (السنغالي ساديو ماني).
*****
* اللاعب ماني قال في تصريح نقلته «قناة روسيا اليوم»: (أنا غير مهتم بالكماليات، وما يهمني مساعدة الناس، والفقراء في وطني؛ فلماذا أحتاج لعشر سيارات من طراز فيراري، وعشرين ساعة من الألماس، وطائرتين؟ ماذا ستفعل هذه الأشياء بالنسبة لي وللعالم بأسره؟ لقد عانيت من الجوع، واشتغلت في الحقول الزراعية، ولعبت كرة القدم حافي القدمين، ولم أذهب إلى المدرسة،.. واليوم لديّ فرصة لعون الفقراء، فـ»مؤسستي الخيرية» تقوم ببناء المدارس والملاعب والمستشفيات، وتوفير الملابس والأحذية والطعام للأشخاص الذين يعيشون في فقر مُدقع، وأنا أُفضل أن يحصل أصدقائي ومواطنو بلادي على القليل مما أملك).
*****
* ما يفعله هذا اللاعب والنجم الكروي المبدع من أعمال إنسانية أراه يبعـث رسالة لجميع من رزقهم الله المال لكي يبادروا في مساعدة ذوي الحاجة، وأجده تحديداً يخاطب في مجتمعنا فئتين؛ أولاهما: بعض مشاهير مواقع التواصل الذين منّ الله عليهم من فضله فأصبحوا أغنياء بعد جوع، فهؤلاء كان حقهم أن يتركوا التباهي بالسيارات والقصور الفاخرة، ونشر وصلات الهياط وهم يتبادلون الهدايا الكبيرة والغالية في مناسباتهم كـ(الزّواجات)، والتي تصل تكاليفها لـ(الملايين من الريالات) والتي يُصرون على أن تستلم من خلال (الإيمان المغلظة وألفاظ الطلاق)، فلعلهم -زادهم الله من كرمه- يوجهون تلك الملايين للجمعيات الخيرية والأوقاف.
*****
* أما الفئة الثانية: فـ(لاعبونا المحترفون) الذي يمتلكون عقوداً ورواتب مليونية، فما أرجوه منهم تخصيص شيء منها لدعم (الإِنسانيات)، ويا حبذا لو ساهموا في إنشاء مؤسسات خيرية ومراكز لغسيل الكلى وأوقاف إلى غير ذلك مما يساعد الفقراء والمرضى في المدن والقرى التي ينتسبون لها، أو على الأقل يدعمون (جمعية قدامى اللاعبين)، المهتمة بالمحتاجين منهم، ويبقى شكراً جداً وأبداً لـ(اللاعب المسلم ساديو ماني)، الذي يمثل رمزاً وقدوة اجتماعية ناجحة باقية الأثر.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
