Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

سِير أعلام السفهاء

A A
* كنتُ ولازلتُ من محبي ومتابعي الكاتب الرائع والساخر الصديق عبدالله المزهر، ومن آخر ما قرأت له مقال (سِيَر أعلام الثُّقَلاء) وفيه تحدث بأسلوبه الماتع عن بعض أعلام هذا العصر الذين صنعتهم التفاهة في مواقع التواصل الحديثة، مشيراً بأنّ الحمقى والمغفلين يسكنون في كل زمان، ولكن في الماضي كانت حماقاتهم شخصية وعلى أنفسهم، وهي التي لو تمت مقارنتها بما يفعله حمقى اليوم لكانت من المحتوى الهادف الجميل!!

*****

* ومن وحي مقال الأستاذ المزهر أؤكد بأن البحث عن الشهرة وكثرة المتابعين وبعد ذلك الأموال دفعت بعض مشاهير مواقع التواصل إلى قاعات من التفاهات لم يصل إليها سفهاء أي عصر منذ هبط (أبونا آدم عليه السلام) إلى الأرض وحتى اليوم؛ لنرى (رجالاً) في ملامحهم لكنهم نساءً في ميوعتهم ورقصهم بمؤخراتهم، ومجانين في تصرفاتهم، وفي فضحهم على الملأ أدقَّ تفاصيل حياتهم وأسرارهم الشخصية والعائلية، حتى وَدّ أبناؤهم أن يتبرؤوا منهم، وهناك النساء اللائي تجاوزنَ كافة الخطوط بمختلف ألوانها وقد تفرغنَ لعرض أجسادهن على المتابعين في مشاهد وُئدت فيها القيم والأخلاق، وما يخجل منه حتى «إبليس اللعين» أن هذا يحدث بعلم من أهاليهم الذين ماتت في قلوبهم العِفة والغيرة!

*****

* وهنا لا لَوم على أولئك التافهين؛ لأن هناك صنفا من البشر في طريق البحث عن المال يمكنه أن يُضحي بكل شيء، ولكن اللوم كله على من جعلوهم رموزاً في المجتمع يحضرونهم ضيوفَ شرف في المناسبات والفعاليات الكبرى التي لا ناقة لهم فيها أو جمل، وكذلك الملامة على بعض وسائل الإعلام التي تنفخ فيهم وتُعلي من شأنهم، أما المُدَان الأكبر فأولئك الذين صنعوا شهرة أولئك السفهاء بمتابعتهم المليونية لهم، والذين حان لهم أن يفيقوا من غفلتهم!!

*****

* أخيراً هذا ندائي لتلك الفئة من شبابنا وبناتنا، الذين لا همَّ لهم إلا مطاردة أولئك التافهين في الأماكن العامة، وانتظار وصولهم بالساعات، وكل ذلك طلباً لـ(لمسة منهم أو ابتسامة أو نظرة)، أرجوكم يا أعزائي (كفاية) فوالله أنتم أرفع من ذلك، وأوقاتكم وأعماركم أثمن من أن تضيع هباءً منثوراً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store