Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التعليم في ظل الأزمات والكوارث

التعليم في ظل الأزمات والكوارث

A A
التعليم حق من حقوق الإنسان.. ولا يمكن أن يتحقق أي تقدم في حالة غياب التعليم.. وقد أصبح التعليم ضرورة للحياة كالماء والهواء.. وفي عصر الأزمات والكوارث، كما حدث أثناء تفشي فيروس كورونا في شتي أنحاء المعمورة، وكما حدث في الحرب الروسية الأوكرانية، وجدنا أن هناك صعوبة في الذهاب إلى المدارس والجامعات لتلقي التعليم وتراكمت المشكلات والمعوقات التي أدت إلى إغلاق المدارس والجامعات.

وكان الطريق إلى حل تلك المشكلات، وتخطي هذه العقبات هو اللجوء إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة التي أتاحت الفرصة لتلقي التعليم عبر الإنترنت، وقد بذلت حكومتنا الرشيدة جهوداً مضنية من أجل الاستمرار في التعليم بعيداً عن المدارس والجامعات، حيث تم تدريب المعلمين على كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة في شرح الدروس عبر المنصات المختلفة، وتم توفير التمويل اللازم للوفاء بمتطلبات التعليم الإلكتروني، ومن ثم أتيحت الفرصة للطلاب في المراحل المختلفة لتلقي الدروس عبر الإنترنت، كما أن الامتحانات أيضاً كانت عبر الإنترنت، وبات التعلم الرقمي ضرورة، حيث لا غنى عنه في وقت الكوارث والأزمات.

ففي خضم اضطرابات العالم وتسارعها من كوارث إلى حروب ومنازعات مستعرةً ما بين نار وقادة إلى أزمة متصاعدة آخذةً بالتصعيد عند مضيق جزيرة تايوان.. فما بين جفاف نهر الراين الأوروبي إلى انحسار مستوى مياه نهر التايمز اللندني، مروراً بتعسر حصاد القمح الأوكراني إلى بوادر جفاف المحاصيل الصينية التي تعاني منه حالياً حيث تضطلع اليونسك بوصفها وكالة الأمم المتحدة الرائدة في مجال التعليم بدور فاعل في دعم التعليم مدى الحياة، ويشمل فئاته الثلاث الأطفال والشباب والبالغين كجهد بارز يرمي لمواجهة الطوارئ وتحقيق التعايش والانعاش مدى الحياة.. ويرتكز عمل اليونسكو على جدول أعمال التعليم حتى عام 2030 الهادف لضمان «تقام نظم تعليمية أكثر قدرة على الصمود وتلبية الاحتياجات في مواجهة ظروف النزاع والاضطرابات الاجتماعية والمخاطر الطبيعية - مع ضمان استمرارية توافر التعليم في حالات الطوارئ وفي أوضاع النزاع وما بعد النزاع».

وفي خضم التصدعات والصراعات العالمية والأزمات والتوترات ما بين شد وجذب تصدح بالأفاق إرهاصات نجاحات رؤية التعليم 2030 التي رسمت معالمها قيادات شابة وضعت تطوير التعليم أحد أهم أهدافها لإعداد أجيال تتمتع بالمهارات العالية وتؤمن بمضامين العولمة والانفجار المعرفي.. وما تحققه من نجاحات في الإصلاح الشامل لمنظومة التعليم، فخطت للتعليم السعودي الأفق الواسع ليقارع وينافس بمخرجاته دول الصف الأول، ويضمن الاستثمار الأفضل والأجود وبناء اللبنات الأولى لصناعة اقتصاديات تعليم المعرفة المستدامة.. فحفظ الله لنا قيادتنا الرصينة الرشيدة لما تبذله على أصعدةً شتى وعدة في توفير الأمن والاستقرار وضمان استمرارها وسلامة وكرامة ساكنيها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store