الفساد والنزاهة مدينتان بينهما منطقة حدودية هي (الثقة العامة).. والأصل أن الناس تعتبر (المسؤول) شخصًا (موثوقًا به).. أما إذا تغير الأمر فإن (برامج الإصلاح) تغدو إلزامية فلا شيء أهم من استعادة الثقة.. فما أهمية ذلك؟
حسنًا لنضرب مثالًا إذا شعر الناس أن المسؤول بعيد عن هموم حياتهم اليومية أو أحسوا بالخيبة لعدم تحقق توقعاتهم أو لتجاهل رغباتهم فقد يركزون جهدهم ووقتهم كله على مصالحهم الشخصية وينسحبون من المشاركة في الحياة العامة مما يؤثر سلبًا على حيوية المجتمع.. (فمن هو المسؤول الموثوق بشكل دقيق؟).
سمات المسؤول.. هو شخص يجيد الاستماع الفعال.. يتواصل مع الجمهور ويتقبل النقد ويتقن فن الإقناع.. يتميز بالشفافية وتبادل المعلومات المهمة كالميزانيات ويحرص على عقد جلسات حوارية منتظمة مع الإعلام والجمهور.. صارم في تسهيل وصول الخدمة وفي التأكد من توافر الأدوات اللازمة وتطوير الموظفين لتلبية احتياجات الناس وبجودة مرتفعة.. يراقب تحسين الأداء بشكل مباشر عبر التغذية الراجعة والمقترحات وحل الشكاوى بطريقة سليمة وضمن نافذة التواريخ المحددة لرفع كفاءة استخدام المال العام إلى الحد الأقصى.. هدفه دائمًا (المستوى الأمثل من الصالح العام).
بين الأنسنة والمصداقية.. علم النفس الاجتماعي يحتم على المسؤول أن يضع خدمة الناس نصب عينيه مع التعامل القائم على احترام المواطنين والتفهم والإنصاف (أنسنة التعامل).. كما أن دوام الاستمرارية في تقديم الخدمات عالية الكفاءة ومراقبة الجودة لتلك الخدمات في كافة الفروع والمناطق الجغرافية هو علامة النجاح التوكيدية لكفاءة المسؤول وبهذا تبنى (المصداقية) في ذهن كل مواطن.
نقطة الصفر.. الخدمة العامة مضمار متمحور حول القائد الكفؤ.. وهو ذو بصيرة وهدف أسمى.. يتجاوز البيروقراطية ويقدم خدمة أعلى جودة ومنفعة.. ونقطة قوته أنه يثمن المواطن ووقته ويستوعب التمايزات الفكرية والتعليمية والمناطقية.. وتكتمل المنظومة بتطوير الإستراتيجيات ودعم الأجهزة المساندة لمواكبة التحديات على التوازي. نجاح المسؤول يصنع بلورة (الثقة العامة) ويرصعها بالقيم المؤسساتية الجديدة.. وعند هذا التقاطع تحديداً - تتأسس (الثقة المجتمعية بنزاهة المؤسسات العامة) وهي القاعدة الصلبة لانطلاق التنمية الشاملة.. حيث المؤسسات العامة أمانة.. والمسؤولون هم الأمناء.. والشعار الكبير (المواطن أولاً).
كلمة السر.. المسؤولية (بدون ثقة).. تعني أنك (لا شيء)!
@RimaRabah
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
