Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

التطوع.. بين النجاحات والضبابية!

A A
* (التطوع) قيمة مجتمعية مضافة، ولذا سعت رؤية 2030م لتعزيزها، طامحةً لأن يصل عدد المتطوعين في المملكة لـ(مليون)، مستثمرةً عشق السعوديين لتلك الفضيلة الإنسانية؛ حيث إن (جيناتهم) تنبض بالطيبة وحب الخير ومساعدة الآخرين؛ وذلك من خلال الدعم اللامحدود، وتقديم البرامج والمبادرات التدريبية.

*****

* وقد أتت البشائر مبكراً التي حملها العام 2021م؛ إذ أظهرت الإحصاءات أن عدد المتطوعين في المنصة الوطنية للعمل التطوعي قد تجاوز 484.251 متطوعًا، فيما عددهم في منصة التطوع الصحي 101.393 متطوعًا، أما في منصة تطوع هيئة الهلال الأحمر السعودي؛ فقد بلغ عدد المتطوعين أكثر من 62 ألف متطوع ومتطوعة.

*****

* هذا، ومن المتوقع أن يتحقق هدف الرؤية الأسمى بوصول العدد لـ(مليون متطوع) خلال السنتين القادمتين، أو حتى قبل ذلك، ولكن رغم تلك النجاحات، هناك بعض التحديات التي تُواجه (التطوع وممارسيه ومحبيه)، وقد تحد من سرعة عجلة تنميته وفاعليته، ومن ذلك: قيام جهات ما باستغلال المتطوعين؛ باستثمار عطاءاتهم المجانية، في فعاليات ذات مردود ومكاسب ربحية للمنظمين؛ وكذا الضغط عليهم بساعات عمل طويلة، وفي ظروف غير صحية؛ بل هناك من يحرمهم حتى من أبسط حقوقهم، كالطعام والمواصلات، وهو ما يجب أن تلتفت لها المؤسسات ذات العلاقة.

*****

* ومن التحديات، ذلك الجفاء الذي يتعامل به بعض منسوبي إدارات التطوع في المؤسسات الحكومية والخيرية مع المتطوعين؛ ربما خشية من أولئك الشباب على وظائفهم، أو نتيجة لنقص الخبرات وقلة الإمكانات، بينما حق أولئك النبلاء؛ حسن المعاملة، والتقدير المعنوي والتكريم.

*****

* أيضاً، فرض بعض الجهات الحكومية تنفيذ ساعات تطوع معينة في مقابل ترقيات موظفيها، وصنع فئة دخلت ساحاته مجبرة؛ ولذا كان ضررها وسلبياتها أكثر وأكبر من نفعها، وهناك بعض البيروقراطية والتعقيدات التي تحملها منصات التطوع، سواء في تسجيل فرصه، أو رصد ساعاته؛ وما تعانيه بعض المنصات من ضبابية في الإجراءات، ومن توقفات وأزمات تقنية متعاقبة.

*****

* أخيراً، بالتأكيد أُثمِّن جداً وأبداً؛ جهود القطاعات كافة في تعزيز ثقافة التطوع في المجتمع، ودعمها للمتطوعين، الأمر الذي زاد من أعدادهم، لتصل لأرقام قياسية خلال مدة قصيرة، لكن ما أرجوه ألا يكون ذلك (رقماً فقط)، وأن يبقى التطوع في إطار الرغبة الشخصية، بعيداً عن أدوات الإجبار، مع تأهيل متطوعين في التخصصات النوعية، وقبل ذلك أتطلع لدراسة علمية، ميدانية، تطبيقية جادة، وشفافة، تُقيِّم الساحة لتعميم الإيجابيات، وتجاوز السلبيات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store